وجه فيلم سينمائي عرضته قناة MBC2 امس الاول، تحذيراً شديد اللهجة إلى كل ما يعادي اليهود بأنهم سينتقمون منه شر انتقام. الفيلم الذي عرض مساء أمس وحمل عنوان "أوغاد مجهولون" من بطولة الممثل براد بيت، ومن انتاج شركة صهيونية، جزء من الحرب النفسية وعمليات غسل دماغ أجيال؛ لتعريفهم ب"الظلم الذي وقع على اليهود في ألمانيا الهتلرية، وقدرتهم على الانتقام من أعدائهم مهما كانت العوائق أمام ذلك الانتقام، بل توعدهم كل من تحدثه نفسه بالوقوف في وجه مخططاتهم". ليس فيلم "اوغاد مجهولون" بالفيلم العادي، على الرغم من سقم قصة الفيلم وخياليتها المريضة، فقد كان على خلاف جل الافلام التي تبثها هذه القناة وسواها، لا يضم الفكرة اليهودية بشكل عابر ولمجرد التواجد، لكنه كان زاخرا بها، في كل تفصيل من تفصيلاته. عرض الفيلم جاء في وقت نتابع فيه عمليات التهويد التي تقوم بها دولة الاحتلال للاماكن المقدسة ولكل ما هو فلسطيني، فإذا بنا نواجه بتهويد اخطر، هو التهويد الاعلامي الذي يستهدف الشباب، خصوصا ان غالبيتهم غير مطلعين على التاريخ القديم او الحديث؛ مما ينذر بتغيير مفاهيمهم. "أوغاد مجهولون" تدور احداثه فى باريس في أثناء احتلالها من قبل قوات ألمانيا النازية، ومن بينها الكولونيل هانز لاندا الشديد الذكاء والدهاء الذي يلقب ب"صائد اليهود"؛ نظرا لقدرته على مطاردتهم. يطارد لاندا الفتاة اليهودية شوشانا التي هربت منه بعد قتل عائلتها، لتختفي في إحدى دور السينما بباريس، في نفس الوقت الذي يصل فيه فريق أمريكي من نوع خاص، مكون من مجموعة من الجنود، هدفهم الوحيد هو الانتقام من النازيين وإشعارهم بالرعب؛ عبر قتل ضباطهم بأكثر الصور بشاعة. في النهاية، تنجح شوشانا وحبيبها الاسود في حرق السينما التي يعرض فيه فيها الفيلم الالماني "فخر الامة" وقتل هتلر ووزير دعايته غوبلز، ومجموعة من ضباط النخبة الالمان، وكان آخر ما قالته "شوشانا" على شاشة السينما التي دبت فيها النار، وترجمته "ام بي سي 2″ لجمهورها: "إنه انتقام اليهود". فيما ينتقم الضابط الامريكي ورفيقه اليهودي من "صائد اليهود" الكولونيل هانز لاندا، رغم ان قادتهم منحوه الأمان؛ لكونه تعاون معهم، بسلخ فروة مرافقه الجندي، ورسم الصليب المعكوف بالسكين على جبهته، يا سلام! الفيلم يقول ببساطة لنا "اقبلوا اليهود: باحتلالهم لنا، بتنكيلهم بالفلسطينيين، وبطمسهم الهُوية العربية والإسلامية، وإلا..!". من المعيب أن تبث محطة عربية مهما كانت دوافعها هذا الفيلم الذي لا يحوي أي هدف او غاية، ولا حتى استعراضية تافهة، إلا الفكرة الصهيونية في أوضح تجلياتها.