وصل باراك أوباما إلى إسرائيل في أول زيارة له كرئيس للولايات المتحدة أملاً بتخفيف التوتر مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وتضييق الاختلافات حول قرب الخطر النووي الايراني. وهبطت الطائرة الرئاسية الاميركية "اير فورس وان" في مطار بن غوريون قرب تل ابيب بعيد الساعة 12:15 (10:15 تغ). وكان في استقبال اوباما رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس شيمون بيريز بالاضافة الى السفير الاميركي في اسرائيل دان شابيرو. وأشاد الرئيس الإسرائيلي بدعم اوباما "الثابت" لاسرائيل. وقال بيريز في خطاب استقبال اوباما في مطار بن غوريون قرب تل ابيب ان "عالما بدون صداقتكم سيدعو الى عدوان ضد اسرائيل. في اوقات السلم وفي اوقات الحرب،دعمكم لاسرائيل ثابت". بدوره، شكر نتانياهو الرئيس الاميركي لدفاعه عن حق اسرائيل في الدفاع عن وجودها خلال استقبال الرئيس الاميركي في مطار بن غوريون قرب تل ابيب. وقال نتانياهو بعد وقت قصير من وصول اوباما "شكرا لك للدفاع عن حق اسرائيل بالدفاع بشكل جلي عن حقها في الوجود". من جانبه، أكد الرئيس الأميركي أنّ التحالف بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل "ابدي" وشدد على ان "السلام يجب ان ياتي الى الاراضي المقدسة". وقال أوباما بعيد وصوله لمطار بن غوريون في اول زيارة له كرئيس للولايات المتحدة الى الدولة العبرية "يجب ان ياتي السلام الى الاراضي المقدسة. لن نفقد الامل برؤية اسرائيل في سلام مع جيرانها". وأضاف "تحالفنا ابدي. انه للابد". وتأتي زيارة أوباما الرسمية الاولى له في ولايته الثانية بينما تبدأ الحكومة الاسرائيلية الجديدة عملها. وستكشف عن نوايا أوباما بتحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وعلى مدار اربعة ايام، سيلتقي أوباما المسؤولين الاسرائيليين ويزور الضفة الغربية ليلتقي بالفلسطينيين الذين يعتقدون انه لم يف بتعهداته السابقة حول العمل من اجل حل الدولتين. وسيجتمع مع العاهل الاردني عبد الله الثاني في عمان. ويفترض أن يعاين أوباما قاعدة للنظام الاسرائيلي المضاد للصواريخ "القبة الحديدية" الذي تموله الولاياتالمتحدة. كما سيتوجه أوباما بعد ذلك الى القدس للقاء الرئيس شيمون بيريز قبل ان يستقبله نتانياهو الذي شهدت العلاقات معه فتورا متزايدا في الفترة الاخيرة. ومن المقرر ان يتوجه أوباما ايضا الى المتحف الوطني الاسرائيلي للاطلاع خصوصا على مخطوطات البحر الميت التي تملكها اسرائيل منذ حرب 1967. والجمعة، سيضع أوباما اكليلا على ضريحي مؤسس الصهيونية تيودور هرتزل ورئيس الوزراء اسحق رابين قبل ان يزور نصب محرقة اليهود (ياد فاشيم). وسيتوجه أوباما بعد ذلك الى الاردن للقاء الملك عبد الله الثاني قبل ان يقوم بجولة سياحية صباح السبت في البتراء. وكشف استطلاع للرأي نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الثلاثاء ان 36 بالمئة من الاسرائيليين يعتبرون أوباما مناصرا للفلسطينيين اكثر من تأييده لاسرائيل بينما قال 26 بالمئة منهم انه يفضل اسرائيل على الفلسطينيين. واشار استطلاع آخر للرأي اجراه معهد الديموقراطية الاسرائيلي ان 51 بالمئة من اليهود الاسرائيليين يعتبرون أوباما محايدا في موقفه تجاه اسرائيل بينما لا يثق 53,5 بالمئة به ليحافظ على ما يعتبرونه مصالح اسرائيل الحيوية. وسيحاول أوباما استمالة اسرائيل بخطاب سيلقيه امام مئات من الشبان الاسرائيليين الخميس. والهدف الاساسي من الزيارة هو تعزيز العلاقات مع اسرائيل الحليفة الرئيسية للولايات المتحدة في المنطقة ومحاولة تجاوز الخلافات مع نتانياهو حول البرنامج النووي الايراني والاستيطان في الاراضي الفلسطينية. وصرح أوباما في مقابلة مع التلفزيون الاسرائيلي تم بثها في 14 اذار (مارس) "نعتقد ان ايران بحاجة لعام او اكثر بقليل قبل ان تطور السلاح النووي لكننا لا نريد بالطبع ان ننتظر حتى اللحظة الاخيرة"، مشددا على ان "كل الخيارات لا تزال مطروحة". وحذر نتانياهو العام الماضي من تمكن ايران من الحصول على القدرة اللازمة لانتاج قنبلة نووية قبل ذلك بكثير وشكك في قدرة العقوبات الدولية على تغيير حسابات ايران. وتعكس الخلافات في تحديد "خطوط حمر" امام ايران رؤيتي الطرفين المختلفتين فيما يتعلق بالعمل ضد ايران. لكن من المرجح ان يوجه أوباما تحذيرا لنتانياهو ضد توجيه ضربة عسكرية اسرائيلية مبكرة ضد ايران. وقال السفير الاسرائيلي في واشنطن مايكل اورن ان "السؤال الرئيسي ليس ان كانت ايران ستمتلك قنبلة بل متى لا يمكننا منع ايران من حيازة قنبلة". وعلى الرغم من ان أوباما لن يقدم اي اقتراح للسلام، يؤكد المسؤولون انه ملتزم بحل الدولتين. وقال بن رودز وهو نائب مستشار للامن القومي الاميركي ان "الولاياتالمتحدة ستواصل دائما مشاركتها في هذه العملية". واضاف "بصراحة هذه الرحلة تشكل فرصة له للاستماع للقادة حول ما يعتبرونه الخطوة التالية". ويأمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في ان يقوم أوباما بالمساعدة في التوصل الى اطلاق اكثر من الف معتقل فلسطيني في السجون الاسرائيلية ورفع الحظر عن 700 مليون دولار من اموال المساعدات الاميركية. وسيقول أوباما للفلسطينين ان مبادرات مثل الحصول على اعتراف بالدولة في الاممالمتحدة ستؤدي الى نتائج عكسية. وسيحذر اسرائيل من ان مواصلة البناء الاستيطاني تقوض فرص استئناف محادثات السلام. وعلى صعيد متصل تظاهر عشرات الفلسطينيين فى قطاع غزة اليوم الأربعاء، ضد زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما للأراضى الفلسطينية الخميس المقبل. وبدعوة من القوى والفصائل الوطنية والإسلامية، نظمت مسيرة احتجاجا على زيارة أوباما فى مدينة غزة، رفع المشاركون فيها لافتات كتب على واحدة منها "أوباما لا مرحبا"، كما رددوا هتافات من بينها "لا أهلا ولا سهلا"، مطالبين أوباما فى هتافاتهم"بتحقيق وعده قبل أربعة سنوات بتحقيق الدولة الفلسطينية". وكتب على لافتات أيضا "ندعو أوباما وإدارته إلى وقف سياسة الكيل بمكيالين" و"أوباما أوقف انحيازك لإسرائيل" و"لا للعودة إلى المفاوضات وفق الشروط الإسرائيلية الأمريكية". إلى ذلك، نظم مئات من أهالى الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية تظاهرة فى بيت لاهيا شمال قطاع غزة احرقوا خلالها صور لأوباما. ورفعوا فيها لافتات كتب عليها "أوباما غير مرحب بك" و"لا يطلق سراح الأسرى بزيارة أوباما إنما يطلق سراح الأسرى بمقاومة".