أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) تأجيل تجربة صاروخ بالستي عابر للقارات كانت مقررة الأسبوع المقبل في كاليفورنيا في أجواء من التوتر حول المسألة النووية مع كوريا الشمالية. وأوضح هذا المصدر لوكالة الأنباء الفرنسية أنّ وزير الدفاع تشاك هيغل قرر تأجيل تجربة "مينيوتمان 3″ وهو صاروخ بالستي عابر للقارات ويحمل رؤوسًا نووية، من قاعدة فاندنبيرغ الجوية حتى الشهر المقبل لأنها "قد تفسر بأنها تهدف الى تأجيج الازمة الجارية مع كوريا الشمالية". واضاف: "نريد تجنب أي تفسير خاطىء أو تلاعب". وأكد هيغل "نقوم باختبار صواريخنا البالستية العابرة للقارات من اجل ضمان ترسانة آمنة وقادرة وفعّالة". وكانت كوريا الشمالية نصبت صاروخًا ثانيًا متوسط المدى على ساحلها الشرقي ما يثير مخاوف من عملية اطلاق وشيكة. وافادت معلومات أن الصاروخ هو موسودان الذي لم يتم اختباره ويعتقد أن مداه يبلغ ثلاثة آلاف كيلومتر ويمكن زيادته اذا كانت حمولة الصاروخ اخف وزنًا. وهذا المدى يسمح له باصابة أي هدف في كوريا الجنوبية واليابان وقد يبلغ قواعد عسكرية اميركية في جزيرة غوام في المحيط الهادىء. وكان جيش كوريا الشمالية قال إنه حصل على ترخيص من القيادة السياسية بشأن توجيه ضربات للولايات المتحدة باستخدام أسلحة نووية " أصغر حجمًا وأخف وزناً ومتعددة الاستخدامات". ويسعى المسؤولون الأميركيون والكوريون الجنوبيون إلى تقليل المخاوف المرتبطة باندلاع نزاع في شبه الجزيرة الكورية في الأيام الأخيرة. بكين تطلب من كوريا الشمالية حماية سفارتها وأعلنت الصين الاحد أنها طلبت من كوريا الشمالية ضمان امن دبلوماسييها بعد أن اكدت بيونغ يانغ أنها عاجزة عن توفير امن السفارات اعتبارًا من العاشر من نيسان/ابريل في حال نشوب نزاع. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي في بيان نشر على موقع الوزارة الالكتروني "إن الحكومة الصينية طلبت فعلاً من كوريا الشمالية ضمان امن الدبلوماسيين الصينيين في كوريا الشمالية، تطبيقًا لاتفاقية فيينا والقانون والاعراف الدولية". واضاف أن السفارة الصينية تعمل "كالمعتاد". وعبر وزير الشؤون الخارجية الصيني وان يي في اتصال هاتفي مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن "قلقه الكبير" ازاء التوترات المتصاعدة في شبه الجزيرة الكورية. وقال بحسب بيان بث مساء السبت "إننا نعارض أي عمل وأي تصريح استفزازي من أي طرف في هذه المنطقة ولن نسمح باضطرابات عند ابواب الصين". وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الولاياتالمتحدة تسعى لدى الصين للضغط على النظام الشيوعي الكوري الشمالي تحت طائلة تعزيز الوجود الاميركي بشكل كبير في جوارها المباشر. وتعد بكين الحليف الوحيد ذا الوزن لبيونغ يانغ وشريكها التجاري وممولها. وكانت كوريا الشمالية التي نصبت صاروخاً ثانيًا متوسط المدى على ساحلها الشرقي وهددت بشن ضربات حتى نووية على اهداف اميركية، حذرت الجمعة من أنه لن يكون بامكانها ضمان امن البعثات الدبلوماسية في العاصمة بيونغ يانغ اعتبارًا من العاشر من نيسان/ابريل الجاري. وألمحت معظم الحكومات الاجنبية الى أنها لا تنوي سحب موظفيها في الوقت الحاضر بما في ذلك سبع دول من الاتحاد الاوروبي ممثلة في كوريا الشمالية (المانيا، بريطانيا، السويد، بولندا، رومانيا، جمهورية تشيكيا وبلغاريا). كما أن الاممالمتحدة لا تنوي القيام بأي عملية اجلاء. وقال المتحدث باسم الاممالمتحدة في نيويورك مارتن نسيركي إن موظفي المنظمة الدولية في كوريا الشمالية "يبقون ملتزمين بعملهم الانساني والانمائي في سائر ارجاء البلاد". من جانبه، قال الرئيس الصيني شي جينبينغ الاحد إنه لا يملك أي بلد الحق في دفع آسيا الى الفوضى، من دون أن يذكر كوريا الشمالية والولاياتالمتحدة، وذلك في اجواء من التوتر الشديد في شبه الجزيرة الكورية. وقال شي "من غير المسموح لأحد دفع المنطقة، إن لم يكن العالم، الى الفوضى بسبب انانيته". واضاف "علينا التحرك بالتشاور لتذليل الصعوبات الكبرى من اجل ضمان الاستقرار في آسيا" التي "تواجه تحديات جديدة طالما أن هناك قضايا حساسة وتهديدات امنية تقليدية وغير تقليدية". ودعا شي الذي كان يتحدث بحضور عدد من رؤساء والدول في المنتدى الاقتصادي السنوي في بواو الجزيرة الواقعة جنوب هينان، الاسرة الدولية الى الدفاع عن "رؤية لأمن شامل ومشترك وتعاوني". ويحضر المنتدى الرئيس البرومي ثين سين ورئيسة الوزراء الاسترالية جوليا غيلارد والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد.