كشف المعتقل في غوانتنامو، شاكر عامر" السعودية المولد، في شهادته أن الأجهزة الاستخبارية البريطانبة الداخلية والخارجية MI5 و MI6 كانت متواطئة في تعذيبه، وهو مضرب عن الطعام منذ فترة. وأفادت صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية اليوم الأحد أن المقيم البريطاني المحتجز في معتقل غوانتانامو قد لا يُسمح له أبدا بالعودة إلى عائلته في لندن بسبب "صفقة سرية" مزعومة بين السلطات الأمريكية والسعودية وأجهزة الأمن البريطانية. وقد سُجن شاكر عامر (46 عاما) في معتقل غوانتنامو لأكثر من 11 سنوة من دون تهمة أو محاكمة، وتم الإذن له بإطلاق سراحه منذ عام 2007. هذا الشهر، قابله اثنان من مفتشي شرطة العاصمة لندن وجمعا ما يُقدّر ب 150 صفحة من الشهادات والادعاءات بتواطؤ جهازي الأمن الداخلي (إم آي 5) والأمن الخارجي (إم آي6) البريطانيين في تعذيبه. ومن ضمن الادعاءات المدرجة، أن ضابطا بريطانيا كان حاضرا أثناء تعذيب الجنود الأمريكيين له، وأن ضباط المخابرات البريطانية MI6 قدموا معلومات إلى وكالة المخابرات المركزية، كانوا يعلمون أنها كاذبة، بما في ذلك أن المعتقل "عامر" كان عضوا في تنظيم القاعدة. ويزعم فريقه القانوني، كما نقل التقرير، أن الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية -حيث ولد عامر- والأجهزة الأمنية في بريطانية يسعون لعرقلة إخلاء سبيله وعودته إلى لندن، خشية أن يصبح شاهداً رئيسياً في التحقيق الذي تجريه شرطة العاصمة في مزاعم تواطؤ أجهزة الأمن البريطانية في عمليات تعذيب بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة. ويقول التقرير إنه رغم ضغوط وزارة الخارجية البريطانية لعودة السجين "عامر" لأسرته في جنوبلندن، فإن السلطات الأميركية صادقت رسمياً على إرسال عامر إلى السعودية حيث هدد مسؤولوها بسجنه، كما جاء في تقرير "أوزيرفر". ونسبت إلى وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، قوله في رسالها وجهها بتاريخ 18 فبراير الماضي إلى " ستافورد سميث" محامي عامر: "نعرف أن هناك مصادقة رسمية على نقل عامر إلى السعودية". كما نقلت الصحيفة عن سميث، مدير المنظمة القانونية الخيرية المدافعة عن حقوق الإنسان (ربريف) قوله: "من المحتمل جداً أن تكون أجهزة الأمن البريطانية اتفقت مع الأميركيين على إبقاء عامر في غوانتانامو وعرقلة عودته إلى المملكة المتحدة، لأنه يُعد شاهداً مهماَ ضدها في قضية تواطئها بالتعذيب". وأضاف "سميث": "إن شرطة لندن "حصلت على إفادة مطولة من عامر حول الإساءة له والتواطؤ البريطاني فيه، والطريقة الوحيدة لمنع الكشف عن هذه الممارسات هو تسليمه إلى السعودية". وكان عامر قد سافر إلى المملكة المتحدة من السعودية عام 1996 وحصل لاحقاً على الإقامة الدائمة فيها وعاش مع زوجته وأطفاله الأربعة في جنوبلندن، وذهب إلى أفغانستان عام 2001 للعمل مع الجمعيات الخيرية الإسلامية، حيث اعتقلته وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة وتجنيد متطوعين له، ونقلته إلى معتقل غوانتانامو في 14 فبراير 2002. وفي مقابلة حصرية مع صحيفة "أوبزيرفر"، عبر مكالمة هاتفية سرية من معتقل غوانتنامو بين السجين السعودي "شاكر عامر" و"ستافورد سميث"، كشف يأسه من العودة إلى لندن. وقال والد لأربعة أطفال، مضرب عن الطعام منذ 70 يوما تقريبا لتسليط الضوء على محنته: "آمل أنا لا أموت في هذا المكان الفظيع، أريد أن أعانق أولادي وراهم وهم كبار. ولكن إذا كان الله قدر لي أن أموت هنا، أريد أن أموت بكرامة".