قال محام بارز مدافع عن معتقلي سجن جوانتانامو ان أحدث تناول قامت به هوليوود للخطف والتعذيب في الحرب على الارهاب جريء وواقعي بصورة مدهشة لكنه لن يغير اراء الناس بين عشية وضحاها. ويحكي فيلم (رينديشن) (Rendition) الذي يقوم ببطولته جيك جيلينهال وريس ويذرسبون قصة رجل مصري خطفته الولاياتالمتحدة عند نزوله من الطائرة في واشنطن. يتم ارسال الرجل الى دولة في شمال افريقيا تحقق في تفجير انتحاري ويجري تعذيبه على نحو مخطط تحت سمع وبصر عميل لوكالة المخابرات المركزية يلعب دوره جيلينهال. وقال المحامي كلايف ستافورد سميث أثناء عرض أولي في لندن قبل نزول الفيلم في الصالات هذا الاسبوع "رأيت أنه كان عملا شجاعا بصورة مدهشة لهوليوود وسيراه الملايين. لكن هل سنقنع العالم في لحظة؟ بالطبع لا." لكنه مع ذلك قال ان الاعلام له دور حيوي في تشكيل الرأي العام حيال هذه القضية وتحقيق العدالة في ما يتعلق بأكثر من 300 سجين مازالوا محتجزين كارهابيين مشتبه بهم في المعتقل التابع للجيش الامريكي بخليج جوانتانامو في كوبا. وقال المحامي البريطاني الذي تمثل جمعيته (ريبريف) أكثر من 40 من معتقلي جوانتانامو "لم يفرج عن أي من سجناء جوانتانامو عن طريق محكمة للقانون لكن في المقابل حققت محكمة الرأي العام نجاحا كبيرا." وأضاف "تمكنا من الافراج عن أكثر من نصف المعتقلين في جوانتانامو ... نحن (المحامون) نكشف الحقيقة بالقانون وأنتم (الصحفيون) تتابعون المسألة وهذا هام جدا." وعلى الرغم من أن فيلم (رينديشن) حكاية مؤلفة فان ستافورد سميث يقول ان السيناريو وكثيرا من التفاصيل حدثت فعليا. فقد علم على سبيل المثال بأمر رجلين سوريين محي اسماهما من سجلات المسافرين بنفس الطريقة التي محي بها اسم أنور الابراهيمي الشخصية المحورية في الفيلم من قائمة ركاب رحلة الطائرة التي جاءت به الى واشنطن. وقال ستافورد سميث انه رأى بنفسه أيضا كيف أن أقرب الاقارب قد يبدأون في التساؤل اذا ما كان لقريبهم المحتجز حقا صلات بمتشددين وهذه صورة من الشك الذي يزعج لفترة قصيرة زوجة الابراهيمي الامريكية التي تلعب دورها في الفيلم ويذرسبون. وقصة الفيلم تحمل أصداء قوية لحالات واقعية مثل حالة ماهر عرار وهو كندي سوري المولد ألقي القبض عليه أثناء توقف رحلته بالطائرة في نيويورك في عام 2002 وتم ترحيله الى سوريا وتعذيبه. وتقر الولاياتالمتحدة بأنها أجرت عمليات نقل دولية سرية لارهابيين مشتبه بهم وأنها سجنت محتجزين في معتقلات سرية لكنها تنفي تعذيبهم أو تسليمهم لدول تمارس التعذيب. وتقول ان معلومات المخابرات التي تم الحصول عليها من استجواب مثل هؤلاء السجناء ساعدت في انقاذ الكثير من الارواح باحباط مخططات ارهابية دولية وهو الرأي الذي تعبر عنه في الفيلم مسؤولة رفيعة في وكالة المخابرات المركزية تلعب دورها الممثلة ميريل ستريب. ويبذل الفيلم جهدا للحفاظ على توازن باظهار أن الخطر الاسلامي المتشدد أمر حقيقي وطرح سؤال ما اذا كان لحقوق شخص واحد أن تنال الاسبقية على أمن الالاف. وقال ستافورد سميث ان الواقع بالنسبة لمن كان ضحية عملية النقل القسري سيكون كئيبا فهو "سيقضي بقية حياته متلقيا للعلاج وسيرى كوابيس كل ليلة طوال ما بقي من