عقدت اللجنة الفرعية الخاصة بالحقوق المدنية وحقوق الإنسان والدستور في مجلس الشيوخ الأميركي الثلاثاء بالعاصمة واشنطن جلسة استماع عن تداعيات هجمات الطائرات بدون طيار، والآثار الدستورية لما تعرف بعمليات القتل المستهدف التي تستخدمها الولاياتالمتحدة الأميركية في مكافحة ما يسمى "الإرهاب" باليمن وباكستان. واللافت للنظر كانت شهادة من اليمن قدمها الكاتب والناشط فارع المسلمي، ولاقت صدى واسعا على مستوى الرأي العام الأميركي، كما أنها أول مرة في تاريخ الكونغرس الأميركي يلقي فيها يمني كلمة أمامه. المسلمي -الذي أتى من منطقة ريفية في مديرية "وصاب" التابعة لمحافظة ذمار اليمنية ليدلي بشهادته أمام مجلس الشيوخ الأميركي- روى ما تعرضت له قريته قبل ستة أيام من ضربة جوية لطائرة بدون طيار، قتلت خمسة أشخاص بدعوى انتمائهم لتنظيم القاعدة. وانتقد المسلمي هذه العملية كغيرها من عمليات الطائرات بدون طيار في اليمن، قائلا إن هذه الضربات تخلف الرعب وتقتل المدنيين الأبرياء، فضلا عن استغلالها من قبل الجماعات المتشددة لتجنيد المزيد من الأتباع، وتنمية المشاعر المعادية للولايات المتحدة. وقال المسلمي إن انتماء حميد الردمي – الذي قتل مع مرافقيه الأربعة جراء الضربة الأخيرة- إلى القاعدة هو أمر غير مؤكد، مضيفا أن الكثير من الناس في المنطقة يعرف الردمي، وأنه لم يكن متخفيا، وكان من السهل جدا أن تلقي السلطات اليمنية القبض عليه إن كان مطلوبا أمنيا، بدلا من استخدام الطائرة بدون طيار، التي خلفت غضبا شديدا في أوساط أهالي المنطقة، وأظهرت مشاعر كراهية شديدة لأميركا. وأضاف المسلمي -الذي حصل على منحة تعليمية من وزارة الخارجية الاميركية في وقت سابق- "قبل ستة أيام تعرضت بلدتي لضربة جوية من قبل طائرة بلا طيار أميركية، في هجوم أثار الرعب في أوساط المزارعين الفقراء بالمنطقة"، وتابع يقول "لا يمكنني أبدا أن اتصور أن نفس اليد التي غيرت حياتي للأفضل هي نفسها التي تقصف بلدتي بالطائرات بلا طيار". وفي نهاية شهادته، دعا المسلمي أميركا إلى دفع تعويضات للمتضررين من ضربات الطائرات بلا طيار في اليمن، وبناء مدارس ومستشفيات ومشاريع حيوية لليمنيين، بدلا من الضربات الجوية.