أعلنت منظمة العمل الدولية فى جنيف الاربعاء ان أكثر من 73.4 مليون شاب حول العالم يعانون من البطالة وذلك بزيادة 3.5 مليون عاطل عن أرقام عام 2007 و 0.8 مليون زيادة عن عام 2011 . وأشارت المنظمة في تقريرها السنوي حول الاتجاهات العالمية لعمل الشباب الى توقعات بازدياد عدد العاطلين من بين الشباب بين عامى 2012 و2018 بما يصل الى مليونى عاطل ..منوهة الى توقعات خبراء المنظمة بان تصل نسبة الشباب العاطلين عن العمل حول العالم بحلول عام 2018 الى حوالى 12.8 في المائة مقارنة بنسبة قدرها 12.6 في المائة فى عام 2013 الجارى . واضاف التقرير الصادر عن منظمة العمل ان ارتفاع نسب البطالة بين الشباب وانخفاض مشاركتهم كجزء من القوى العاملة فى اسواق العمل ببلدانهم ادى الى انخفاض نسبة العمالة بينهم وذلك بالنسبة الى عدد سكان العالم لتصل الى حوالى 42.3 في المائة عام 2013 الحالى مقارنة بنسبة بلغت 44.8 في عام 2007 ..متوقعا ان تبلغ هذه النسبة 41.4 في المائة في عام 2018 . وذكر التقرير ان اعداد الشباب من العاطلين تضاعفت بثلاث مرات اكثر عنها من نسب البطالة بين الكبار أو البالغين ..وارجع التقرير هذه النسب المرتفعة للبطالة بين الشباب الى ضعف الانتعاش بالنسبة للاقتصاد العالمى خلال العام الماضى والحالى ..محذرا من الاثار الاجتماعية والاقتصادية السلبية التى تنجم عن استمرار القوائم الطويلة للشباب الباحثين والمنتظرين لفرصة عمل وبما يدفعهم الى القبول بأية وظيفة بصرف النظر عن نوعها وكذلك توجههم الى الاعمال ذات الدوام الجزئى . وشدد التقرير على ان استمرار هذا الوضع سيعنى مزيدا من الاحباط فى اوساط الشباب اضافة الى التكاليف الاجتماعية والاقتصادية على المدى الطويل وهو ماقد يقوض من فرص نمو الاقتصادات . وأعرب التقرير عن القلق ازاء الاثار التي يمكن ان تنجم جراء البطالة المرتفعة بين الشباب فى ثلاثة من مناطق العالم تشمل الاقتصادات المتقدمة والاتحاد الاوروبى والشرق الاوسط وشمال افريقيا ..مشيرا الى ان معدلات البطالة بين الشباب فى هذه المناطق استمرت فى الارتفاع منذ عام 2008 ووصلت زيادتها فى الاقتصادات المتقدمة والاتحاد الاوروبى الى قرب 24.9 في المائة مابين عامى 2008 و 2012 بينما لاينتظر ان تنخفض تلك النسبة فى هذه الدول الى اقل من 17 في المائة قبل عام 2016 القادم . وذكر التقرير ان معدلات البطالة التي وصلت فى الشرق الاوسط الى اكثر من عاطل بين كل اربعة من الشباب فى سن العمل مرشحة لان ترتفع تدريجيا لتصل الى حوالى 30 في المائة فى عام 2018. وتوقع خبراء منظمة العمل الدولية أن "يرتفع معدل البطالة فى صفوف الشباب فى 2018 إلى 12,8% (مقابل 12,6% فى 2013) مع حالات متنامية للتفاوت الإقليمى". واعتبرت المنظمة أن "أحد أكثر العناصر إثارة للخوف هو ريبة الأجيال الشابة الحالية حيال الأنظمة السياسية والاجتماعية-الاقتصادية". وأوضحت أن "جزءا من هذه الريبة جرى التعبير عنه عبر تظاهرات سياسية مثل التحركات المناهضة للتقشف فى اليونان واسبانيا" حيث يمثل الشباب العاطلون عن العمل أكثر من نصف الشباب الفاعلين. وبشكل عام، فإن منظمة العمل الدولية تبدى قلقها بشكل خاص حيال الوضع الحالى فى ثلاث مناطق- الاقتصاديات المتطورة والاتحاد الأوروبى، والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا- حيث قفزت بطالة الشباب منذ 2008، ففى الاقتصاديات المتطورة والاتحاد الأوروبى، قفزت البطالة فى صفوف الشباب بنسبة 24,9% بين 2008 و2012، أما معدل البطالة لدى الشباب فى هذه المنطقة بالذات فبلغ 18,1% فى 2012، ودلت التوقعات الأخيرة لمنظمة العمل الدولية على أنه لن ينتقل إلى ما دون ال16% قبل 2018. وعلى المدى المتوسط، سيتعرض معدل البطالة لدى الشباب لضغط جديد عندما سيصل الذين يواصلون دراستهم بسبب عدم وجود منافذ مهنية، إلى سوق العمل. وعلى الرغم من أن وضع الشباب فى الاتحاد الأوروبى يحتل باستمرار عناوين الصفحة الأولى فى وسائل الإعلام، فإن منظمة العمل الدولية تلفت إلى أن "المناطق النامية تواجه تحديات كبيرة فى مجال عمل الشباب، وتسجل اختلالات مهمة". وهكذا، فإن معدل البطالة فى صفوف الشباب سيبلغ 30% فى الشرق الأوسط فى 2018 (مقابل 28,3% فى 2012) و23,9% فى شمال أفريقيا (مقابل 23,7% فى 2012). وفى آسيا، فإن الوضع أفضل بكثير حاليا، لكنه سيتدهور، وسيسجل فى 2018 معدلات بطالة بين الشباب من 10,5% فى شرق آسيا (مقابل 9,5% فى 2012) و14,3% فى جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ (مقابل 13,1% فى 2012) و9,8% فى جنوب آسيا (مقابل 9,3%فى 2012). وفى أمريكا اللاتينية والكاريبى، سيرتفع هذا المعدل أيضا من 12,9% فى 2012 إلى 13,6% فى 2018. وسيبقى مستقرا عند 11,7% فى دول أفريقيا جنوب الصحراء.