أكد مراسلان لصحيفة لوموند الفرنسية كانا في عين المكان، أن الجيش السوري استخدم أسلحة كيمياوية ضد مقاتلي المعارضة في ضواحي دمشق خلال شهري أبريل/نيسان ومارس/آذار الماضيين، ونشرت الصحيفة شهادتهما. وقال المراسل جان فيليب ريمي إنه كان مع زميله "شاهدين لعدة أيام متتالية" على استعمال متفجرات كيمياوية، ورأيا مفعولها على مقاتلي المعارضة على جبهة حي جوبر الواقع عند مدخل دمشق والذي دخلته المعارضة في يناير/كانون الثاني الماضي، حسب الشاهد. وشاهد المصور لوران فان درستوك يوم 13 أبريل/نيسان الماضي كيف أن المقاتلين "بدؤوا يسعلون ثم وضعوا أقنعة واقية من الغاز ببطء" فسّره المصور بتأثير الغاز. وقال "جلس بعض الرجال القرفصاء وهم يختنقون ويتقيؤون". وجمع الصحفيان شهادات عن استعمال تلك المواد "في محيط أوسع بكثير" من حول العاصمة السورية. ووصف مقاتلون وطبيب في تسجيل فيديو صوره فان درستوك وهو منشور على موقع لوموند الإلكتروني، الأعراض التي تتسبب فيها تلك المواد، وهي عبارة عن صعوبة في التنفس وصداع وضيق في حدقة العين مع الغثيان، و"إذا لم يعالج الأمر مباشرة فهو الموت" كما شرح طبيب طلب إخفاء هويته بمستشفى الفاتح في كفرطنا بالغوطة. وأكد تقرير الصحفيين نقلا عن أطباء أن عينات أخذت من بعض الضحايا ويجري تحليلها حاليا. وكتب ريمي أن "الغازات المستعملة على الجبهات تستخدم من حين لآخر تفاديا لانتشارها بكثافة، مما قد يشكل أدلة دامغة"، غير أن النظام السوري ينفي استعماله أسلحة كيمياوية. وقد استند تقرير الصحفيين إلى "مصدر غربي حسن الاطلاع" أفاد بأن السلطات السورية تلجأ -من أجل التعمية- إلى "خلط مواد مثل الغازات المدمعة ليصعب التعرف على طبيعة المواد المستعملة عبر ملاحظة الأعراض". وكانت الأممالمتحدة قد دعت مجددا الأربعاء نظام دمشق لإفساح المجال أمام خبرائها للتحقيق في سوريا حول الأسلحة الكيمياوية، وتحدثت عن "مزيد من المعلومات" حول استعمال أسلحة كيمياوية في النزاع. وفي انتظار موافقة دمشق يلجأ المحققون الأمميون إلى جمع المعلومات المتوافرة خارج سوريا، وخصوصا إلى الاتصال بأطباء لاجئين في البلدان المجاورة.