تقدمت بالأمس مدينة سان برناردينو بولاية كاليفورنيا بطلب للحماية من الإفلاس، بعد أن بلغ العجز في موازنتها 46 ميليون دولار، وبديون ارتفعت إلى مليار دولار، لتصبح المدينة الثالثة في الولاية التي تتعرض للإفلاس خلال ستة أسابيع. في حوار لباتريك موريس عمدة سان برناردينو على موقع "فوكس نيوز" ذكر أن مدينته تقدمت بالتماس وفقا للفصل التاسع الخاص بالطواريء، وبرر ذلك بأنه لم يتمكن من دفع الفواتير بالأساس، وأضاف للموقع الأمريكي أنه كان يواجه نقص سيولة في البنك لدفع "رواتبنا وتكاليف الخدمات الأساسية" و وتابع: "فعلنا ذلك حتى يتاح لنا الفرصة بالقيام بهذه التكاليف، وتأجيل بعض الالتزامات لتمكين دفع الفواتير". وأوضح عمدة المدينة أن إعلان الإفلاس يتيح التعامل مع الدائنين لإعادة ترتيب شؤون المدينة المالية، وما يمكن أن يقدمه لهم الآن التزامات طويلة الأجل، وصرح أن المشكلة الأساسية تتمثل في اليد العاملة وتكاليفها ، سواء الحالية أو تلك التي تتخذ أشكال أخرى مثل المعاشات، وفي إطار معالجته لتلك المشاكل التي تشكل عبئا على ميزانية المدينة، قال موريس أنه سيتم وضع شروط جديدة مع موظفين جدد مثل رفع سن التقاعد، وسيشاركنا الموظفون في تحمل تكاليف التقاعد، وتلك الممارسات لم تتم من قبل. ولقد أثارت تصريحات عمدة موريس المواطنين العاملين بالدولة، حيث يلقون اللوم على سياسات الحكومة الفيدرالية في أمريكا التي تشجع على "الإقراض غير المسؤول" الذي يؤدي إلى زيادة ملكية المنازل، فهم يرون – كما كتب تيرينس بنكر وكاماريللو في رسالة إلى "لوس أنجلوس تايمز" – أن البنوك الكبيرة، وليست نقابات موظفي الدولة، هي المسؤولة عن حالات الإفلاس في المدينة. وتعتبر سان برناديينو التي يسكنها 209 ألف نسمة مدينة بارزة كمركز للبضائع المتجهة إلى بقية الولاياتالمتحدةالأمريكية من موانيء لوس أنجلوس ولونج بيتش على بعد 100 كلم غربا، وتقع على أكبر خط سكة حديد في أمريكا الشمالية، وتتقاطع فيها ثلاثة خطوط رئيسة. وذكر موقع "بلومبيرج" أن المجالس البلدية توصلت في كاليفورنيا إلى أن أسباب إفلاس تلك المدن تكاليف اليد العاملة المرتفعة وانخفاض عائدات الضرائب، وأشارت "بلومبيرج" إلى أن نمو المدينة كمركز توزيع للبضائع قد يساعد في احتواء الإفلاس الذي يؤدي إلى تخفيضات في الخدمات العامة. وقد اتهم محامي مدينة سان برناردينو – وفقا للوس أنجلوس تايمز – المسئولين عن الميزانية لأكثر من عقد بتزوير التقارير المالية، في محاولة للتغطية على مشاكل المدينة، حيث قال أنهم "لم يعطوا رئيس البلدية ومجلسها مستندات دقيقة" ويذكر أن مدينة سان برناردينو خفضت القوة العاملة بنسبة 20% في السنوات الأربع الماضية، وتعاني من ارتفاع معدلات البطالة والتي تقترب من 16 % وتعتبر ضعف معدلات البطالة على مستوى البلاد، وتعتبر المدينة الثالثة التي تعلن إفلاسها في ولاية كاليفورنيا، بعد مدينة ستوكتون التي قدمت طلبا للحماية من الإفلاس في شهر يونيو، تبعتها مدينة ماموث ليكس في شهر يوليو. ويخشى المحللون من تفشي إفلاسات المدن الأمريكية، وقد توقعت ميرديث ويتني، محللة اقتصادية في "وول ستريت جورنال"، إفلاس ما بين 50 و 100 مدينة أمريكية خلال فترة وجيزة، وذلك في مقابلة تليفزيونية معها في شهر ديسمبر الماضي.