كشفت مصادر يمنية أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح بدأ يتحول إلى «شيخ قبلي» في مسقط رأسه سنحان، وهو ما اعتبره محللون رغبة لدى صالح لممارسة دور الزعامة عبر الزعامة القبلية. وأضافت المصادر القريبة من حزب صالح أنه أعاد تأهيل منزله في مسقط رأسه سنحان وجعل منه ما يشبه قلعة محصنة وذات حراسة مشددة، وبات يحضر الكثير من الأعراس والمناسبات التي تقام في البلدة، وانهمك في حل قضايا أراضي وخلافات عائلية وغيرها من المسائل داخل سنحان وقراها المختلفة، وهو ما جعله عمليًّا يمارس مهام شيخ قبيلة. ولفتت المصادر إلى أن هناك أنباء عن نية صالح الترشح للانتخابات البرلمانية المقررة في 2014 من بوابة الدائرة الانتخابية في مسقط رأسه وليس من إحدى دوائر العاصمة صنعاء. وكان صالح قد قال في مقابلة صحافية: إن جده «عفاش» كان شيخًا كبيرًا، وذلك بعدما كان قد صرح سابقًا بأن جده كان إنسانًا بسيطًا، وإنه وصل إلى سدة الحكم من وسط طبقة الفلاحين، وهو ما أثار جدلاً واسعًا واستهجانًا من قبل خصومه السياسيين والقبليين. واعتبر الباحث في الدراسات الاجتماعية والسياسية كامل محمد أن تصريحات صالح الأخيرة تحتمل تفسيرين «إما أنه أراد استفزاز خصومه القبليين وخاصة عائلة آل الأحمر الذين هم شيوخ حاشد، والاحتمال الثاني هو إدراكه لما تمثله المكانة القبلية في بلد تشهد صراعات حاضرة وماضية على أن الكفة كانت تميل لصالح شيوخ البلاد النافذين عندما تحتدم المواجهة». كما رأى المحلل السياسي جمال صادق أن صالح الذي ما زال يرفض أن يرفع الراية البيضاء يرى أن الخيار الأخير للبقاء في المشهد السياسي وتحت الأضواء من بوابة الزعامة القبلية التي تمنحه الاضطلاع بدور خلال الفترة المقبلة. وأشار إلى أنه ظل يحمل لقب رئيس طيلة ثلاثة عقود ثم عندما خرج من السلطة بناء على المبادرة الخليجية تحول أنصاره إلى إطلاق لقب «الزعيم»، لكن هناك صراعات أجنحة داخل حزب المؤتمر بين رئيس الحزب صالح ونائب رئيس الحزب عبدربه منصور هادي الذي هو رئيس الجمهورية وتتزايد الدعوات من قوى داخل المؤتمر وخارجه لأن يتولى رئاسة الحزب. يشار إلى أن عائلة صالح أظهرت مؤخرًا اسم «عفاش» باعتباره الجد الأول لصالح وتحديدًا منذ اندلاع الثورة الشبابية الشعبية السلمية في فبراير/شباط 2011, في حين أن اسم صالح ظل رسمياً طيلة ثلاثة عقود علي عبدالله صالح وشعبيًّا علي عبدالله صالح الأحمر، وهو ما جعل أغلبية الناس تربط بينه وبين عائلة الأحمر الذين هم شيوخ حاشد.