دفعت واشنطن ولندن ب «الملف الكيماوي» السوري الى نيويورك وأبلغتا الأممالمتحدة بأن النظام السوري استخدم السلاح الكيماوي عشر مرات، في مقابل «عدم وجود اي أدلة» على ان المعارضة استخدمته او حتى تمتلكه، في وقت اكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري ان «لاحل عسكرياً» للنزاع في سورية، داعياً الى «حل تفاوضي» يقوم على تشكيل حكومة انتقالية، فيما شدد نظيره البريطاني وليام هيغ على ان «الحل عاجلاً ام آجلاً» يتمثل بتشكيل حكومة انتقالية. واتهم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض قوات النظام وعناصر «حزب الله» اللبناني ب «ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق أهالي مدينة تلكلخ في الريف الغربي لحمص» وسط البلاد. ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن ديبلوماسيين في نيويورك قولهم ان بريطانيا والولايات المتحدة أبلغتا الأممالمتحدة ب «عشرة حوادث مختلفة لاستخدام السلاح الكيماوي من قبل الحكومة السورية»، مشيرين الى ان الأميركيين والبريطانيين «لم يجدوا اي دليل» على ان المعارضة لديها سلاح كيماوي او انها استخدمته، علماً ان الحكومة السورية رفضت استقبال بعثة دولية للتحقيق في كل مزاعم استخدام السلاح الكيماوي. وأشارت الوكالة الى ان رئيس فريق المحققين اكيه سيللتسروم زار تركيا الأحد والاثنين الماضيين وتحدث الى ضحايا السلاح الكيماوي وسيقدم تقريراً الى الأممالمتحدة حول نتائج عمله. في الكويت، جدد كيري بعد محادثات مع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح، التأكيد بأن لا حل عسكرياً في سورية. وقال: «ان (سورية) ليست ليبيا. انهما حالتان مختلفتان في اوجه كثيرة»، وذلك رداً على سؤال حول سبب عدم التدخل عسكرياً في سورية كما في ليبيا. وحذر كيري من ان استمرار القتال في سورية سيؤدي الى دمار الدولة وانهيار الجيش واندلاع نزاع طائفي شامل يستمر سنوات، موضحاً: «ان الوضع بات اكثر خطورة بأشواط بالنسبة الى المنطقة اذ انه يعزز المتطرفين، ويزيد من احتمالات الإرهاب»، الأمر الذي يرفضه العالم المتحضر على حد قوله. وأضاف: «ليس هناك حل عسكري في الحالة السورية. يجب ان نسعى الى حل ديبلوماسي» من خلال إطلاق مفاوضات جديدة في جنيف يكون هدفها «السعي الى تطبيق بيان جنيف-1 الذي يطالب بانتقال للسلطة الى حكومة في بيئة محايدة». وفي كلمة في «مكتبة رونالد ريغان» في جنوب كاليفورنيا، قال وزير الخارجية البريطاني: «بالطبع فإن الأزمة الدولية الأكثر إلحاحاً على الإطلاق هي سورية التي تمثل خطراً متزايداً على المنطقة وعلى أمننا. في سورية قوبل طلب الديموقراطية والمحاسبة بعنف وقتل وتعذيب من الدولة وتدمير أي شرعية كان يحظى بها نظام (بشار) الأسد سابقاً. المأساة هي مأساة الشعب السوري الذي أصبح هناك ملايين منه في عوز شديد. إنها الأزمة الأكثر تعقيداً وصعوبة حتى الآن بين الثورات العربية». وزاد: «الحل الوحيد إن عاجلاً أو آجلاً هو حل سياسي يجري الاتفاق بموجبه على حكومة انتقالية وتسوية لتحقيق السلام ومنح الحقوق الى كل السوريين». وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لدى تفقده قوات عسكرية في هضبة الجولان المحتلة امس الطرفين المتحاربين في سورية من شن أي هجوم على اسرائيل. وقال: «التدريبات التي نجريها هنا ليست نظرية، الواقع حولنا يتغير بوتيرة بالغة السرعة. الوضع مضطرب ومتغير ولابد أن نكون مستعدين بناء على هذا». وفي إسطنبول، قال رئيس «الحزب التقدمي الكردي الاشتراكي» عبد الحميد درويش ل «الحياة» امس ان لجنة العلاقات الوطنية والخارجية في «المجلس الوطني الكردي» بدأت بعد تشكيلها امس في اسطنبول حواراً مع «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بهدف بحث صيغة العلاقة بين الطرفين قبل اجتماع الهيئة العامة للائتلاف يومي 4 و 5 الشهر المقبل لانتخاب هيئاته الرئاسية وبحث مصير الحكومة الموقتة والموقف من مؤتمر «جنيف-2».