هل سمعتم يوما عن حاكم مضطهَد (بفتح الهاء)؟! هل سمعتم يوما عن معارضة تلاحق الحاكم وتسحله في الشارع؟! وتدمر وتحرق مقراته وهو على سدة الحكم؟! هل سمعتم يوما عن شرطة تقف في صف المعتدين على الحكام، وتقود حرق وتخريب مقراتهم؟! إن هذا لعمري جديد على التاريخ الإنساني! الحكام يبطشون بمعارضيهم، ويضطهدون شعوبهم ويستعبدونهم، هذه هي صفحات التاريخ القديم والحديث باستثناء بعض التجارب حديثا وقديما. هذه قاعدة اتفق على صحتها الجميع، تماما كما اتفقوا على أن الذئب ينقض على الحمل فيأكله. شهد التاريخ القديم تجارب استثنائية يمارس فيها الحكام عدلا وقسطا واحتراما لشعوبهم ولينا مع معارضيهم، ويشهد التاريخ الحديث في بعض مناطق العالم قدرة الشعوب على اختيار من يحكمها، وإزاحة مَن لا تريد عن الحكم عبر صناديق الاقتراع. لكن سنة التاريخ توقفت اليوم عند مصر؛ حيث نشهد حكاما مضطهَدين (بفتح الهاء)، ومعارضة تهدد وتتوعد وتقتل، وتسحل الحكام في الشوارع، وتدمر وتحرق مقرات الحكام أينما كانت. أنا هنا أصف واقعا ولا أصدر حكما، وإن خُيِّرنا فسنختار جانب الحكام الذين يحكمون بالعدل والانصاف، وينزلون على رأي الشعب في الانتخابات النزيهة.