لما قرأت مقالة ناهض حتر «ماذا نفعل بإخواننا» أصابتني موجة ضحك غير مسبوقة، فالرجل يسرح بخيالاته ويحلل على هواه بتشف عنصري انتهازي عميق. مع ذلك أنا ابشره أنه اذا ماسقط مشروع الإخوان في مصر فلعبة الوطن البديل ستطبخ بسرعة على ايقاع سخافات النكاية فليفرح هو اليوم وليبك غدا على خيبته كثيرا. نعم المؤامرة كبيرة وثقيلة على الإخوان وعلى القوى الديمقراطية الحقيقية، لكن في المقابل الامر لم يحسم ولا زالت الجماهير تريد ما لا يريده المتآمرون. لقد أساء العسكر في مصر ومن ورائهم عرب الخليج الداعمون لهم في تقدير حقيقة قوة الاسلاميين في الشارع، وهاهم يواجهون اصرارا من ملايين صائمة تقف بصلابة في الميادين لاسترداد اصواتها ودحر غزاة التلفيق. مرة أخرى الضخ كبير ضد الاسلاميين وضد التجربة الديمقراطية المصرية، وللاسف الغرب الديمقراطي يتخلى عن قيمه كما هي العادة لينحاز لمصالحه الاستعمارية، ولكن لا زالت ارادة الشعب لم تتراجع. مظاهرات الجمعة الاخيرة لم تكن مسبوقة وقد راقبتها اميركا بقلق كبير أسفر عنه مطالبتها إطلاق سراح الرئيس المصري الشرعي والمنتخب محمد مرسي. اذا الكرة بملعب الشارع وهذا لم يعد خافيا على أحد في مصر، فالسيسي قائد الانقلاب لم يقدم على خطوته الا بعد ان وفرت له دول الخليح زخما شعبيا تم شراؤه ليقف في ميدان التحرير بصورة كاريكوترية هوليودية آتت اكلها. لكنه وبعد هدوء غبار المؤامرة هاهم المصريون يعودون للميادين باعداد غير مسبوقة ويفرضون رغم التعتيم الاعلامي وانكار المتثاقفين لهم ايقاعا جديدا للازمة المصرية. هذه الملايين ان حافظت على رباطة جأشها واستمرت بحضورها الكبير سيكون لها اثر في تصدع وسقوط ارادة الانقلابيين وهذا ما لمسناه من خلال ارتباك قادة جبهة الانقاذ وتمرد وتخبطهم في الجمعة الماضية. ليس بعد…الامر لم يحسم والتهليل والتطبيل القائم على التشفي وشحذ سكاكين الاقصاء والاستبداد قد يصبح حسرة على اصحابه في القريب العاجل جدا. الشرعية كشفت المستور عن نفاق السياسيين والدول الغربية، وفضحت بجلاء ارتعاب الكثير من الدول من عدوى الديمقراطية وتداول السلطة. اليوم الامل والانظار متوجهة الى ميدان رابعة العدوية على اعتبار انه الحصن الاخير للحفاظ على أمل استرداد الصناديق والرهان على النجاح تزداد احتمالاته وهو ما ننتظره.