كشف موقع "صالون" الإخباري الأمريكي، أن الولاياتالمتحدة متورطة في الانقلاب العسكري على الرئيس المصري محمد مرسي ، لكنها سريعا ما تناست مشاركتها في الأمر، مشيرا إلى لجوء الإدارة الأمريكية إلى حالة الصمت واللامبالاة السائدة منذ أن أطاح الجيش المصري بمرسي من منصبه في انقلاب عسكري يريق المزيد من الدماء يوما بعد يوم. ولفت الموقع إلى أن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" يذهب ليلعب لعبة الجولف، ووزير خارجيته "جون كيري" يذهب ليبحر في جزيرة نانتوكيت، بينما تنزلق القاهرة نحو العنف، ولم يبدي المسئولون الأمريكيون أي شيء مهم عن الأحداث في مصر وعن الفوضى التي تعم البلاد، بل إنهم وقفوا متفرجين لما يحدث للمصريين الفقراء الذين يأملون في خمد صراعاتهم بأنفسهم. وقال الموقع الأمريكي إن المسئولين الأمريكيين دائما ما اعتادوا التدخل واللعب من الخفاء في شئون الآخرين، لكنهم أفرطوا في اللعب هذه المرة إلى حد بعيد، وأي شخص يعتقد أن الولاياتالمتحدة ليست متواطئة وشريكا رئيسيا في الانقلاب العسكري غير القانوني في مصر، يحتاج إلى تنشيط معلوماته عن التاريخ الأمريكي. وذكر موقع "صالون" أنه من المعلوم الآن أن محمد مرسي الذي خدم في منصبه لعام واحد فقط رغم أنه انتخب بطريقة شرعية في يونيو 2012، واجه تحديات كثيرة في اختبار الديمقراطية، لكن الفشل الحقيقي يرجع إلى واشنطن التي تزعم ولاءها للديمقراطيات عبر أنحاء العالم، لكنها لم تستطع أن تلتزم بديمقراطية مصر التي قد لا تعبر عن إرادة أمريكا. وما يؤكد أيضا على تورط أمريكا في الانقلاب العسكري في مصر، قال الموقع إن العالم العربي يناضل الآن من أجل نوع من الديمقراطية الناشئة عن الثقافة والحضارة الإسلامية، ولهذا فإن الربيع العربي الذي بدأ في مطلع عام 2011 لا يزال واعدا إلى حد كبير بديمقراطية تعتنق آفاق جديدة، في الوقت الذي لا تريد فيه واشنطن حكومة إسلامية منتخبة، وهذا واضح جدا في كافة المناحي التي شاركت فيها الإدارة الأمريكية، وكأن واشنطن قد أعطت التصريح للجيش المصري بالتحرك ضد الرئيس الشرعي. وأضاف الموقع أن كل ما صرحت به أمريكا منذ الإطاحة ب"محمد مرسي" في 3 يوليو الجاري: ينبغي على الجيش المصري أن يتحرك "بسرعة ومسئولية" تجاه استعادة "السلطة كاملة إلى حكومة مدنية منتخبة ديمقراطيا في أسرع وقت ممكن"، ولم تقل الإدارة الأمريكية بإعادة حكومة "مرسي" الذي هو بالتأكيد الرئيس المدني المنتخب ديمقراطيا في مصر. واختتم الموقع قائلا أنه في جميع الاحتمالات قد لا يحب البعض "محمد مرسي" شخصيا، لكن ينبغي أن يقفوا بجانبه هو ومؤيديه من جماعة الإخوان المسلمين؛ فهم يمثلون أفضل شيء حققه الربيع العربي على الإطلاق؛ وهو بداية عملية ديمقراطية أصيلة.