أصيب 15 شخصا بجروح بينهم حالة خطرة إثر هزة أرضية عنيفة بقوة 5،1 درجة على مقياس ريختر ضربت فجر الأربعاء مدينة حمام ملوان بولاية البليدة قرب العاصمة الجزائرية، وشعر بها سكان ولايات، المدنية وتيبازة وبومرداس. وأعلنت مصالح الدفاع المدني أن الإصابات أغلبها نتيجة حالة الهلع والخوف التي انتابت السكان القاطنين في محيط مركز الهزة العنيفة، وتدافع السكان عند محاولتهم الخروج من المباني والعمارات، كما تم نقل جميع الجرحى إلى المستشفيات. وأضاف بيان الدفاع المدني أن أحد الجرحى أصيب عندما حاول القفز من الطابق الثاني لإحدى العمارات نتيجة خوفه الشديد من الهزة الأرضية. وتسببت الهزة في تشقق عدد من المنازل والمباني، كما انهار جزء من طريق عام في بلدية حمام ملوان مركز الهزة العنيفة مما صعب الدخول الى هذه البلدية الواقعة على سفح جبل. وشهدت العاصمة الجزائرية والمدن القريبة منها حالة من الخوف عقب الهزة الأرضية، وخرج السكان في عدد من أحياء العاصمة الى الشارع، وقضوا فيه فترة قبل العودة الى بيوتهم، خوفا من هزة ثانية. وسُجلت عدة هزات خلال الأشهر القليلة الماضية في مدن جزائرية مختلفة. نشاط موسمي ويقلل الخبير الجزائري في علم الزلازل لوط بوناطيرو من حدة الهزات الأرضية الأخيرة التي تشهدها الجزائر خلال الفترة الأخيرة، وأرجعها الى النشاط الموسمي العادي للقشرة الأرضية، التي تفرز في أوقات محددة طاقة تكون كامنة في باطنها. وأكد بوناطيرو "معروف أن الجزائر تدخل ضمن خط الصدع الزلزالي الذي يمر عبر البحر المتوسط، الذي يشكل نقطة تقارب بين القارتين الإفريقية والأوروبية على مستوى مواقع تسمى صفائح أرضية، ولذلك فمن الطبيعي أن تشهد الجزائر هكذا نشاط زلزالي". وقال بوناطيرو إن مجمل الهزات الأرضية ، ليست زلازل، لكن شدة بعضها تقترب من قوة الزلزال، التي تبدأ من ستة درجات، وبعضها للزلازل القوية التي شهدها عدد من الدول، بينها تركيا وإيران واليابان. ويضيف بوناطيرو أن الجزائريين يملكون تجربة مع الزلازل، لكن ثقافة التعامل مع الزلازل مازالت متواضعة لدى الجزائريين. ودعا بوناطيرو الى تنشيط حملات تحسيسية في الأوقات والظروف الطبيعية بين طلاب الجامعات والعمال والموظفين لتعليمهم كيفيات التعامل مع الحالات الزلزالية، والوقاية الممكنة من مخاطر الكوارث الزلزالية. وأكد بوناطيرو أنه اخترع كرسي زلزالي، وهو عبارة عن كرسي يتحرك بشكل اهتزازي، يمكن وضعه في الساحات والأماكن العامة، لمنح الفرصة للمواطنين على تجاوز حالة الخوف من الزلزال.