طالب المجلس الوطني السوري المعارض الأحد الأخضر الإبراهيمي، الممثل العربي الدولي إلى سوريا، بالاعتذار من الشعب السوري لقوله إنه من السابق لأوانه القول إن كان يتعين على الرئيس السوري بشار الأسد أن يتنحى عن منصبه أم لا . ففي بيان أصدره الأحد، اعتبر المجلس الذي يضم عددا من أبرز مجموعات المعارضة السورية، تصريحات الإبراهيمي استهتارا بحق الشعب السوري بتقرير مصيره . وقال المجلس في بيانه: بمزيج من مشاعر الصدمة والاستهجان تلقى الشعب السوري الثائر تصريحات السيد الأخضر الإبراهيمي التي أعرب فيها عن اعتقاده بأن الوقت لم يحن بعد لتنحي بشار الأسد . وقال البيان إن الإبراهيمي لم يستشر أي مواطن سوري، لا في أمر تعيينه، ولا في طبيعة مهمته، قائلا: إن الشعب السوري هو المخوَّل الوحيد بتحديد من يحكمه وطريقة هذا الحكم . واعتبر المجلس تصريحات الإبراهيمي استرخاصا لدم السوريين واستهتارا بسيادتهم على بلادهم وبحقهم بتقرير مصيرهم . ورأى أن منح الأسد مزيدا من الوقت يعني منحه رخصة بقتل عشرات الآلاف الإضافية من السوريين ، مشيرا إلى أن الشعب السوري أعلن صراحة أنه على الأسد ونظامه أن يرحل حالا ويترك مكانه لنظام ديمقراطي حر مدني . كانت دمشق قد رحبت رسميا بتعيين الدبلوماسي الجزائري المخضرم كمبعوث جديد للسلام في سوريا. كما رحبت أيضا كل من الصين وروسيا، أقرب الحلفاء لدمشق بعد إيران، بتعيين الإبراهيمي في المهمة الجديدة التي يخلف فيها نهاية الشهر الجاري كوفي عنان، الذي اعتذر أخيرا عن المضي قدما في مهمته قائلا إنه لم يتلقَّ الدعم الكافي لإنجاحها من الأطراف المعنية كافة. ورغم أن دولا غربية عدة داعمة للمعارضة السورية كانت هي الأخرى قد رحبت أيضا بتكليف الإبراهيمي لخلافة عنان كوسيط للسلام في سوريا، فأن الولاياتالمتحدة، الداعم الأبرز للمعارضين السوريين، قالت إنها ترغب بالحصول على تفاصيل أكثر بشان مهمة الإبراهيمي. إلا أن واشنطن عادت وأبدت استعدادها الأحد لدعم الإبراهيمي من أجل تلبية تطلعات مشروعه بتشكيل حكومة تمثل الشعب السوري . وكان الإبراهيمي قد قال في مقابلة أجرتها معه وكالة رويترز للأنباء السبت عبر الهاتف من العاصمة الفرنسية باريس إنه من السابق لأوانه القول إن كان على الأسد أن يتنحى عن السلطة في بلاده أم لا . كما قال الإبراهيمي أيضا إنه يحتاج أن يعرف بشكل عاجل حجم الدعم الذي يمكن أن تقدمه له الأممالمتحدة في مهمته الجديدة في وكان الإبراهيمي يتحدث بعد يوم من تأكيد بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، تكليفه رسميا بخلافة كوفي عنان كمبعوث دولي إلى سوريا التي تشهد صراعا داميا بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت في موسكو أن روسيا لن توافق على طلب استخدام القوة ضد سوريا في الأممالمتحدة. وقال لافروف في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي الروسي: لن نوافق على طلب استخدام القوة في مجلس الأمن الدولي ضد سوريا . وجاءت تصريحات لافروف في أعقاب تسرب أنباء الجمعة بشأن خطط عن عزم بريطانيا وفرنسا والولاياتالمتحدة وضع صيغة عاجلة لمشروع قرار جديد في مجلس الأمن يقترح فرض عقوبات على سوريا بسبب الوضع المتدهور في البلاد.