شف اللواء رفعت عبدالحميد، الخبير الأمني والاستراتيجي، عن تفاصيل الخطة الأمنية المزمع تنفيذها لفض اعتصام رابعة العدوية والنهضة، مشيرا إلى أن أجهزة الأمن أجرت خلال الشهر الماضي تدريبات عملية ونظرية على كيفية اقتحام تلك البؤر الإجرامية مع أقل خسائر حقنا للدماء، حيث تم إجراء أكثر من 20 تجربة لفض تلك الاعتصامات. وقال بحسب «اليوم السابع» إن المرحلة الأولى لفض الاعتصام هي تقنين الإجراءات القانونية، واكتمال جميع حلقاتها، بما فيها قانون هيئة الشرطة رقم 19 لسنة 1971، والذي حث على استخدام السلاح لرجال الشرطة وقانون الإجراءات الجنائية المصري في مادته 86، والخاصة بتعريف الإرهاب ومقومات الجريمة الإرهابية، والمادة 254 والخاصة بحق الدفاع الشرعي، والمادة 375 والخاصة بجرائم الترويع والتخويف والبلطجة. وأضاف أنه بالنسبة للواقع العملي، فالعملية لها أبعاد على أرض الواقع، أولها الوضع في الاعتبار حماية كاملة للمنطقة السكنية والمحلات العامة وجميع مرافق المنطقة من غاز طبيعي وكهرباء ومياه، وسيتم قطعها قبل عمليات التعامل، ويتم التنبيه على جميع سكان تلك العقارات بعدم النزول من المنازل والأسطح للمشاهدة، وتمام غلق النوافذ الخشبية، مع فتح الزجاج، وعدم وجود ستائر على الشرفات، وسيتم التأكيد على قاطني الشقق المفروشة، سواء كانوا من المصريين أو الأجانب. وأضاف: تأتي الخطوة التالية في عمل خمس دوائر أمنية في محيط رابعة والنهضة على مسافات متباعدة، وجميعها مجهزة على أعلى مستوى من التسليح والمهارة، وتغلق الثلاثة منافذ المؤدية إلى ميدان رابعة العدوية، والسماح بفتح ما يسمى بالأنبوبة الأمنية، وهي المخرج الوحيد للخروج فقط وليس للعودة. وقال: «يتم بعد ذلك عمل فاصل بشري من القوات يفصل الدروع البشرية من السيدات والأطفال والأيتام عن البلطجية والمجرمين المتواجدين، وسيتم إرشادهم عن أماكن الخروج، وستوفر الدولة وسائل نقل عبارة عن حافلات آمنة لكل من يرغب في العودة سالما إلى منزله وبلدته، وسيتم ذلك من خلال التنسيق بين الأجهزة الأمنية المعنية بالدولة والخاصة بمرفق النقل والمواصلات وعمليات المحافظة. وأكد أنه سيتم تأمين المنطقة الخلفية لمسجد رابعة العدوية وخلفية الشقق السكنية، حتى لا يتم هروب القيادات الإخوانية المتواجدة، والتي حثت المتواجدين على القتل والتعذيب. وأضاف أنه يجب أن يتم التنسيق مع جميع مأموري الأقسام لزيادة أعداد الكمائن بالطرق الصحراوية والزراعية المؤدية إلى ميدان رابعة والنهضة، لتسهيل تأمين المنصرفين والراغبين في العودة، ومنع دخول أي حشود من أي محافظات قريبة، سواء حشود أو أسلحة أو ذخائر، كما سيتم الإعلان لجميع مواقف سيارات الميكروباص والأوتوبيسات داخل القاهرة وخارجها، وتحذيرهم، مشددا على عدم تحميل ركاب إلى رابعة أو النهضة. وقال: «سيقوم قائد العمليات الميدانية من وزارة الداخلية وأحد قيادات الأمن المركزي بالإنذار العلني المسموع لكل المتواجدين في تلك البؤر الإجرامية بالانصراف الفوري عن طريق الأنبوبة الأمنية، وسيحدد معه المدة الزمنية المسموح بها في الانصراف، أما بعد ذلك فلا يلوم الإنسان إلا نفسه». وقال: «أما إذا اعتلى أحد الجناة أسطح العقارات متسلحا بأسلحة آلية لقتل قوات الشرطة، فسيطلق عليه من أعلى العقارات المجاورة، مع العلم أنه توجد في جهات الأمن المركزي قوات متخصصة، وعلى أعلى مستوى، مهمتها تطهير تلك البؤر الإجرامية بالقوة، حتى لو استخدموا أطفالا كدروع بشرية، بحيث لا يتم المساس بهؤلاء الأطفال». وأشار عبدالحميد إلى أن جميع أسماء المجرمين والمسلحين وتواريخ ميلادهم وعناوين محل إقامتهم داخل اعتصامات رابعة والنهضة مدرجة في كشوف لدى الجهات الأمنية، ومن سيتمكن من الهرب ممن مطلوب ضبطهم وإحضارهم وقت فض الاعتصام فسيتم ضبطه لاحقا. وأوضح عبدالحميد أن التعامل الفعلي على أرض الواقع لن يستغرق أكثر من ساعتين متواصلتين، حيث ستتم السيطرة الكاملة على المناطق، وإعادة الشيء إلى أصله، مع العلم بأن نسبة الخسائر المتخلفة عن فض وتطهير تلك البؤر الإجرامية لن يزيد على نسبة ال10%، وهذا هو المقرر قانونا. من جانبها، أفادت مصادر أمنية بأنه في حالة عدم الاستجابة لهذه الوسائل وجنوح جماعة الإخوان المسلمين إلى أعمال عنف لمواجهة قوات الأمن المشاركة في عمليات الاعتصام، فإن الأجهزة الأمنية ستلجأ إلى تفعيل الخطة «ج» بإطلاق القنابل المسيلة للدموع على منطقة الاعتصام، وكشفت المصادر بأن عمليات فض الاعتصام سيشارك فيها قرابة 5 آلاف مجند وفرد أمن مركزي، بالإضافة إلى عشرات الضباط من مباحث مديرية أمن القاهرة والأمن العام والوطني وعدد من ضباط العمليات الخاصة، وسيبدأ الحصار على مداخل ومخارج المنطقة، والنداء على المتظاهرين عبر مكبرات الصوت، والسماح للمغرر بهم بالخروج فرادى من خلال طريق واحد، وضبط المطلوبين للجهات القضائية، وسيتم عمل غرفة عمليات بالقرب من مكان الاعتصام لإدارة عمليات الفض. وأشارت المصادر إلى احتمالية وقوع عشرات الضحايا . كما سيتم الدفع بعدد من سيارات الإسعاف أثناء عمليات الفض لنقل الضحايا من الطرفين، بالإضافة إلى اصطحاب عدد من وسائل الإعلام المحايدة والجمعيات الحقوقية والأهلية لكتابة تقارير عن عمليات الفض، ومن المتوقع أن يتم إخلاء المنطقة في أوقات الصباح الباكر.