دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "المصريين جميعا" إلى الانضمام للمعتصمين المؤيدين للرئيس المصري محمد مرسي، ل"يضاعفوا أعدادهم ولا يتقاعسوا عن ذلك"، معتبرا انضمامهم "فرض عين عليهم". جاء ذلك في بيان أصدره الاتحاد الأربعاء ، وأدان فيه بشدة "المذابح التي ارتكبتها الداخلية والجيش المصري في (مقر اعتصامي) رابعة العدوية (شرقي القاهرة) والنهضة (غرب العاصمة)، وغيرهما". ودعا من أسماهم "شرفاء العالم كله" إلى "وقف نزيف الدم والعودة إلى الشرعية"، في إشارة إلى ما ينادي به أنصار الرئيس المصري المعزول من ضرورة عودته إلى الحكم. وقال الاتحاد، في البيان الذي ذيل بتوقيع رئيسه يوسف القرضاوي وأمينه العام علي القرة داغي، إنه "يدعو المصريين جميعا إلى الخروج من بيوتهم بأزواجهم وأولادهم (…) لينضموا إلى المعتصمين، ليكثروا سوادهم، ويضاعفوا أعدادهم، ولا يتقاعسوا عن ذلك، إلا من كان له عذر يمنعه". وأفتى بأن "هذا الخروج فرض عين عليهم، وهو أمر ضروري لإثبات قوة هؤلاء المعتصمين، ولن يصيبهم إلا ما كتب الله لهم، ولن يموت أحدهم قبل أجله". ودعا الاتحاد "أبناء البلاد العربية والبلاد الإسلامية المخلصين، الذين يؤمنون بوحدة الأمة الإسلامية، ووجوب تآزرها في الشدائد، أن ينضموا إلى إخوانهم في مصر، بجعل يوم الجمعة القادم جمعة الغضب، على المجازر الهائلة، التي أريقت فيها دماء المصريين بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله، وإلا أنهم يطالبون بالحرية والديمقراطية والحياة الدستورية". وأدان البيان اقتحام قوات الأمن اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر بالقوة اليوم الأربعاء، واصفا اقتحامها بأنه "أفظع جريمة عرفها تاريخ مصر الطويل". وتابع أن "تاريخ مصر بل وتاريخ الإنسانية لن يغفر لأولئك الوالغين في الدماء والأعراض، المتزلفين على موائد النفاق، من إعلاميين وحزبيين كانوا وإلى العهد القريب يملؤون الدنيا صراخاً وزعيقاً، بشعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان". ودعا البيان "السلطة القائمة في مصر الآن وأبناء مصر الشرفاء في قوات أمن الداخلية والجيش المصري أفراداً وضباطاً الى الكف فوراً وبدون تأخير عن ممارسة القتل والعدوان في حق هؤلاء الأبرياء مهما كانت الدواعي". كما دعا من اسماهم "عقلاء العالم وأحراره" إلى "المبادرة الفورية لوقف المجازر في حق المدنيين المعتصمين في احتجاجات نضالية سلمية". وطالب الاتحاد جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الإفريقي، وهيئة الأممالمتحدة، ومجلس الأم الدولين، وغيرها من المنظمات الدولية وهيئات حقوق الإنسان، إلى "التحرك السريع الجاد، من أجل وقف حمام الدم وانتهاك الحرمات والحريات الذي يقوم به الانقلابيون في مصر". ودعا المنظمات الحقوقية والنشطاء المدافعين عن الحريات في العالم إلى "رفع قضايا جنائية أمام المحاكم الدولية من أجل محاكمة الضالعين في قتل الأبرياء والاعتداء على الحريات والكرامة الإنسانية من الانقلابيين في مصر وحكومتهم غير الشرعية والمحرضين لهم من الإعلاميين ودعاة الديمقراطية المزيفين". وأعرب الاتحاد عن " أشد الأسف للمواقف الخاذلة للشعب المصري في محنته ولمكتسباته الديمقراطية أمام المنقلبين عليها، ممن كان يتوقع منهم أن يكونوا أنصاراً للحق، ومدافعين عن الحرية والمشروعية من أمثال شيخ الأزهر وغيره من الرموز الإسلامية"، على حد قوله. وأعرب عن أمله أن يعود هؤلاء الرموز "إلى الحق والرجوع إلى الرشد، والانحياز إلى معسكر المظلومين، ومؤيدي الشرعية الإسلامية، والمشروعية الدستورية والديمقراطية". وبعد أكثر من شهر من اعتصام أنصار مرسي، الذي عزله الجيش يوم 3 يوليو/ تموز الماضي، تمكنت قوات الأمن المصرية أمس الاربعاء من فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر؛ مما أوقع قتلى وجرحى، وفجر موجة عنف في أرجاء مصر. ويعتبر أنصار مرسي عزله "انقلاب عسكريا" ويطالبون بعودته.