قالت صحيفة لوس أنجليس تايمز الأميركية: إن موجة الهجمات الأميركية بطائرات من دون طيار على اليمن تكشف عن رغبة أوباما في تسريع وتيرة الضربات الجوية حتى لو كانت التقارير الاستخباراتية حول وجود مؤامرة إرهابية غير دقيقة، وانتقدت الصحيفة شن الهجمات دون شفافية أو الكشف عن المستهدف من الهجمات رغم الوعود الأميركية بالحد من توجيه هذا النوع من الضربات لتجنب سقوط ضحايا. وأضافت أن الأسابيع الأخيرة شهدت موجة من الهجمات الأميركية أسفرت عن مقتل حوالي 40 متشددا مشتبها بهم في اليمن، الأمر الذي يتعارض مع تعهد أوباما في مايو الماضي باستخدام الطائرات من دون طيار لاستهداف وقتل أفراد إرهابيين من الذين يشكلون تهديدا وشيكا للأميركيين بشكل محدد فقط. ولفتت إلى التناقض بين التصريحات الصادرة عن البيت الأبيض بأن قواعد شن الغارات لم تتغير، وتقديرات عدد من المحللين والمسؤولين السابقين الذين يرون إن تسارع وتيرة الهجمات في الأسابيع الأخيرة بعد أن كانت قد هدأت إنما يكشف عن أن المعايير الأميركية مطاطة. وتنقل الصحيفة عن دبلوماسي أميركي سابق خدم في اليمن -وطلب عدم الكشف عن هويته نظرا لسرية المعلومات الخاصة بالهجمات من دون طيار- قوله: إن المتعارف عليه فيما يتعلق بتلك الضربات إنه كلما كانت أقل كلما أعطت نتائج أفضل، معربا عن اعتقاده بأن هذا ما سيحدث خلال الفترة القادمة. في الوقت نفسه قال مسؤول يمني للصحيفة: إن الاستراتيجية الأميركية تقوم على «إبقاء العناصر المتشددة مشغولة، مختبئة، ووضعهم تحت الضغط». كان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قد التقى مع أوباما مطلع الشهر، وأيد علنا حملة الطائرات من دون طيار الأميركية في بلاده، قبل أن ترتفع وتيرة الهجمات بشكل حاد بعد زيارته. وأشارت الصحيفة إلى أن المنتقدين للهجمات الأميركية يرون أن المعايير الخاصة بها غير واضحة، كما أن الولاياتالمتحدة لا تبذل أي جهد في محاولة القبض على المشتبه بهم بدلا من قتلهم، من بين هؤلاء الكاتب جريجوري جونسن، الذي يقول: إن شن هجمات بطائرات من دون طيار تبدو كمن «يضرب ثم يأمل في تحقيق نتائج، ليس من الواضح أنهم يعرفون لمن يوجهون الضربات». في المقابل يرفض المسؤولون هذا الانطباع ولكنهم في الوقت نفسه يرفضون الكشف عن المستهدف من الهجمات. حتى الآن تم شن 22 هجوما، بينما شهد العام الماضي بأكمله 42 هجوما، في الأشهر الأخيرة ووعد مسؤولو البيت الأبيض بتوفير قدر أكبر من الشفافية في استخدام طائرات من دون طيار خارج مناطق الحرب، وهو الأمر الذي لم يحدث حتى الآن.