تقترب الجهود الخليجية الموحدة ضد نظام بشار الأسد من تحقيق بغيتها في اظهار موقف دولي حازم من انتهاكات النظام ضد الشعب السوري، وتوجيه ضربة قوية له. وفيما تحاول دمشق بواسطة موسكووطهران اختراق التوافق الدولي الذي تم خلال قمة العشرين حول ضرورة معاقبة نظام الأسد، فإن الخناق بدأ يضيق حوله أكثر فأكثر. ويبحث وزراء خارجية دول مجلس التعاون في جدة اليوم الخروج بموقف داعم لاتخاذ إجراءات تردع النظام السوري. وأكد مجلس الوزراء السعودي خلال جلسته الاثنين برئاسة ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز ضرورة "إنهاء ما يتعرض له الشعب السوري من أعمال إجرامية وإبادة جماعية وانتهاكات خطيرة". من جهته، أكد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في بيان له دعم بلاده ل"رد دولي حازم" على استخدام السلاح الكيميائي في سوريا. وقال الشيخ عبدالله إن الإمارات تقدم "تأييدها الكامل لموقف المملكة العربية السعودية الشقيقة خلال اجتماعات قمة مجموعة العشرين.. ودعم القرارات التي أصدرتها الدول ال11 في مجموعة العشرين". وقال مراقبون إن دائرة الأصدقاء ضاقت من حوالي بشار الأسد من ذلك أن إيران قد تكون أبرمت "اتفاقية" غير معلنة مع واشنطن تتخلى بموجبها عن الأسد مقابل ملفها النووي. وكشف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن تبادل رسائل بين طهرانوواشنطن حول الأزمة السورية، ما يدعم تسريبات سابقة أشارت إليها "العرب" حول "تفهّم" طهران لدواعي الضربات الأميركية مقابل وعود من واشنطن بتليين مواقفها بخصوص النووي الإيراني. وقال ظريف في تصريح له إن بلاده تلقت رسائل عديدة من الجانب الأميركي حول الأزمة السورية، وأنها ردت عليها، مشيراً إلى إمكانية إجراء حوار مباشر "حتى يحصل تقدم ما". وزار طهران الأسبوع الماضي المبعوث السويسري السفير فولفغانغ أمدويس برولهارت، كما زارهاً المبعوث الأممي الأميركي جيفري فيلتمان والسلطان قابوس، في سياق جهود أميركية لإقناع طهران بأن الضربات المرتقبة على نظام الأسد ليس الهدف منها الإطاحة به وإنما تحقيق شروط تجبر مختلف الفرقاء على الذهاب إلى مؤتمر "جنيف 2″. وقال مراقبون إن تأكيد المسؤول الإيراني على وجود مفاوضات قادمة بخصوص النووي يعكس وجود تفاهم أميركي إيراني في السياقات المختلفة وأساسها الملف السوري. وفي سياق متصل، عرض وزيرا خارجية روسيا وسوريا استعداد دمشق للمشاركة في مفاوضات "جنيف 2″ دون شروط. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي أعقب المحادثات بين الوزيرين إن "إمكانية الحل السلمي لا تزال موجودة"، مشيرا إلى أن دمشق لا تزال "مستعدة لمفاوضات سلام". من جانبه أكد المعلم استعداد النظام السوري للمشاركة في مؤتمر "جنيف 2″ للسلام في سوريا "من دون شروط مسبقة". إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض أن أكثر من 12 دولة أضافت أسماءها إلى بيان قمة العشرين الذي وقعت عليه الولاياتالمتحدة وعشر دول أخرى لإدانة استخدام النظام الأسلحة الكيميائية، وهذه الدول هي الإمارات وألبانيا وكرواتيا والدنمارك وإستونيا وهندوراس والمجر وكوسوفو ولاتفيا وليتوانيا والمغرب وقطر ورومانيا.»