معاناة ترسم لنا صورا من واقع أليم يحياه هؤلاء الكفيفون الذين لا ذنب لهم سوى أنهم أتوا للحياة وخانتهم أبصارهم ورافقهم فقر مدقع وألم لا ينتهي ولسان حالهم يقول " العين ضريرة واليد قصيرة " والروح ترجو أن ينظر إليهم بعين الاهتمام لرفع كاهل المعاناة عنهم قليلا. الإعاقة قصة معاناة وألم لا يشعر بهاء سوى من يكابدها ويرتشف مرارة الوقت ، والفقر أيضا حينما يصاحبها يصبح قاتلا من غير سلاح وعدو من دون ملامح ، إلا من تلك التي ينثر عليها غباره ويفرضها على مآقي بائسة فاضت منها المعاناة ارتابا وانهمر منها الأنين كثبانا تكشف انه وبدون منازع يغرس أنيابه حتى النخاع ولا يستثني أحدا كفيفا كان أو معاقا بل حينما يجتمع الفقر مع الإعاقة تكون المصيبة أفدح وأعظم وتعدد المعاناة والقاتل أوحد. مراسل «الخبر» زار أسرة المنصوب المشهور بلقب «السكري» التي تقطن مدينة الضالع وهي أسره مكونة من 9 أشخاص يقضون لحظات إنسانية صعبة. حيث لا يوجد لديهم مصدر رزق أو وضيفه يعيشون عليها .ويسكنون في منزل صغير مكون من ثلاث غرف ملاصق لمبنى الإدارة المحلية. الابن الأكبر علي احمد المنصوب السكري عمره 45 عام وخالد 43 عام والاثنين فاقدي البصر " عميان " منذ سنين طوال والثالث صالح 40 عام مختل عقليا وشقيقتان لهما إحداهما تعاني من مرض مزمن إضافة إلى الوالدة والمصابة بمرض تورم الغدة الدرقية هذا هو حالهم منذ 16عام . زكي السقلدي شخصية اجتماعية وصحفي يسكن مدينة الضالع قال ل «الخبر» إن أسرة السكرة تعتبر واحدة من الأسر المنكوبة لما أصابهم من مرض وفقدان للبصر وباتوا حبيسين البيت ولايقدرون على العمل في ضل غياب تام لدور الجمعيات الخيرية بخصوص هذه الأسرة. وأضاف : «أنه من المعيب على الجهات المختصة أن تضل حالة هؤلاء كما هم عليه وخصوصا أن مبنى المجلس المحلي ملاصق لمنزلهم». الحاج علي السكري قال ل «الخبر» : «نحن أسرة فقيرة وضروفنا قاسية من جميع النواحي عندي أولاد فاقدي البصر وآخر مختل عقليا وباقي أفراد الأسرة مصابين بأمراض وقد كلفني علاجهم الكثير وصرنا مدينون للجيران بملبغ مليون ريال». وأكد أن أسرته لم تتلقى أي دعم أو عون من أي جهة حكومية أو غيرها. وطالب جمعية المكفوفين وأصحاب الخير بالنضر إلى حالتهم وتقديم يد العون. من جانبهم أطلق المكفوفين من أولاد السكري عبر «الخبر» نداء استغاثة مطالبين بالعدالة من جهات الاختصاص والرحمة لكل من يحمل بقلبه ذره إيمان حد قولهم. هكذا شاءت الأقدار لهؤلاء الكفيفين أن يتقاسموا العناء والأنين وشظف العيش وانحسار مستويات الإنسانية للمجتمع حولهم . فهل آن الأوان لنرجع لهم إنسانيتهم كي يعيشوا حياة كريمة ولنتراحم كي نرى نور بصائرهم تضيء لهم أمل الحياة.