توافد الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي ،اليوم السبت، إلى ساحة العروض في مدينة عدن استعدادا لإحياء الذكرى الخمسين ل «ثورة أكتوبر» التي استقل فيها اليمن الجنوبي سابقاً. وشهدت ساحة العروض عصر اليوم حيث يحتفل أنصار الحراك إطلاق نار كثيف ومتبادل من قبل مكونات الحراك المشاركة في الذكرى. ويأتي ذلك بالتزامن مع الانقسام الذي شهده مكون الحراك الجنوبي بمؤتمر الحوار الوطني إلى فصيلين أحدهما يقوده ياسين مكاوي نائب رئيس مؤتمر الحوار ، والأخر يقوده محمد علي أحمد رئيس مؤتمر شعب الجنوب ورئيس القضية الجنوبية بمؤتمر الحوار الوطني ،وذلك بعد رفض فصيل مكاوي الدعوة التي وجهها محمد علي أحمد لممثلي الحراك الجنوبي بمؤتمر الحوار بمقاطعة الجلسة الختامية التي بدأت في الثامن من تشرين أكتوبر الجاري. وبحسب مراقبون فإن الاشتباكات التي حدثت اليوم بين مكونات الحراك الجنوبي المشاركة بإحياء ذكرى ثورة أكتوبر والتي خلفت عدد من الجرحى ،تأتي في سياق الرغبة الجامحة لتلك القوى المتصارعة للاستحواذ على المشهد في الجنوب ،وبالتالي استخدام الشارع ورقة للضغط على النظام الحالي بانتزاع المزيد مما يجري التحاور حوله في مؤتمر الحوار الوطني فيما يتعلق بالقضية الجنوبية. ويرى آخرون أن عملية إطلاق النار المتبادل اليوم في ساحة العروض بخور مكسر بين فصائل حراكية مختلفة تعكس بما يدع مجالا للشك حجم الشرخ الذي يحيط بمسيرة الحراك الجنوبي ، وإمكانية الذهاب نحو المجهول بالجنوب الذي يعيش حالة من الاستقطاب الحادة بين مختلف القوى الفاعلة هناك. من جهة أخرى تري بعض الشخصيات والقوى التي تقف على النقيض من مطالب استعادة الدولة وفك الارتباط بأن اشتباكات منصة ساحة العروض توحي بمؤشرات خطيرة قد يسير إليها الجنوبيين ، بفعل غياب الرؤية وتناثر القوى ذات المطلب الواحد في إشارة لمطالب تلك الفصائل بفك الارتباط . وتُرجع تلك الشخصيات سبب ما يحدث في الجنوب إلى الفراغ الرسمي الذي تعيشه عدة محافظات جنوبية ، وذلك بسبب غياب حضور الأجهزة الحكومية سواء الأمنية أو والعسكرية ، والتي فتحت الباب أمام العبث الذي يقود الجنوب نحو حرب أهلية. وفي هذه الأثناء قالت مصادر مطلعة إن اشتباكات اليوم خلفت قتلى نتيجة لعملية إطلاق النار على منصة الاحتفال بعد منع أنصار البيض من صعود المنصة من قبل شباب حراكيون ينتمون لفصيل القيادي في الحراك الجنوبي حسن باعوم ، بحسب روايات قيادات محسوبة على التيار الذي يقوده الرئيس السابق على سالم البيض. ويبقى الشارع الجنوبي عرضة للاستغلال من قبل العديد من القوى التي تدعي الوصاية عليه لتنفيذ مصالحها الخاصة رغم رفعها شارع مظلومية أبناء الجنوب ،الا أنها في جوهر تعاملاتها تذهب بعيداً عن الأطروحات التي تحقق مصالح الشارع الملتهب.