كارين اليوت هاس الناشرة السابقة لصحيفة "وول ستريت جورنال" كتبت في مقال في الصحيفة نفسها تقول فيه ان السعوديين يبتعدون عن حليفهم الامريكي وتتساءل ولكن الى اين؟ هذا السؤال المشروع يتردد في معظم الدوائر السياسية والاعلامية في عواصم شرق اوسطية كثيرة، حيث تختلف الاجابات والتحليلات بين مشجع لهذا التحول السعودي، ومعارض له وثالث ينصح بالتريث. مصدر دبلوماسي عربي اكد ل"رأي اليوم" ان كل هذه الضجة غير مبررة على الاطلاق لانه لا يوجد اي خيار للسلطات السعودية غير البقاء في المعسكر الامريكي، لان الخيارين الآخرين المتاحين اي روسيا والصين يدعمان خصومها اي ايران وسوريا وحزب الله. المصدر نفسه اوضح بقوله ان الولاياتالمتحدة مرتاحة لهذه الغضبة السعودية ولا ترى فيها اي مصدر تهديد لانها تعرف جيدا بمحدودية الخيارات السعودية. ويضيف قائلا ان هذا الموقف الغاضب من امريكا الذي انعكس في رفض مقعد مؤقت في مجلس الامن الدولي، وقبلها مقاطعة الجمعية العامة للامم المتحدة من قبل الامير سعود الفيصل وزير الخارجية يعطي شعبية للقيادة السعودية، ويعزز شعبيتها في اوساط مواطنيها، لان هذين الموقفان جرى ردهما الى عجز الاممالمتحدة عن حل قضية فلسطين على مدى ستين عاما، ووقف معاناة الشعب السوري، واخلاء المنطقة من اسلحة الدمار الشامل. الامريكان، حسب رأيه، يتركون دورا للسعودية لظهورها بمظهر الوطني الحريص على قضايا الامة، وبما يؤدي في نهاية المطاف الى تعزيز قوة النظام في الداخل تماما مثلما فعلت امريكا مع دولة قطر، حيث اعطتها هامشا وطنيا عبرت عنه من خلال مكتب اسرائيلي في الدوحة وقاعدة السيلية في العيديد. ويواصل المصدر كلامه بالقول: اذا اردت ان تكتسب شعبية ليس في السعودية فقط وانما في الوطن العربي باسره عليك ان تقف الى جانب المعارضة السورية المسلحة ضد نظام الاسد الديكتاتوري وهذا ما تفعله السلطات السعودية حاليا. من يتابع الاعلام السعودي والمقالات العديدة التي تبارك "الحرد" الرسمي تجاه الاممالمتحدة، وتعتبره موقفا وطنيا مشرفا للحكومة، وعداءا جاء في وقته لامريكا يدرك هذه الحقيقة جيدا. الكاتبة كارين هاوس ختمت مقالها بالقول ان السعودية لا يمكن ان تستغني عن مظلة الحماية الامريكية، ونقلت عن الامير سعود الفيصل تباهيه دائما بان الزواج بين بلاده وامريكا لم يعد زواجا كاثوليكيا وانما اصبح زواجا اسلاميا وهذا يعني ان البلدين ليس مخلصتين لبعضهما البعض، وفي ظل غياب بديل آخر لامريكا، والكلام للسيدة كارين في ظل هذا الزواج الاسلامي، ستظل الولاياتالمتحدة الزوجة الاولى للسعوديين، وحتى لو كان هذا الزواج يقترب من الطلاق، فان السعوديين يعلنون انفصالا تجريبيا فقط. امريكا في اعتقادنا كانت منذ عام 1932 اي عام تأسيس المملكة، الزوجة الاولى للسعودية وستظل كذلك، وما حدث لا يزيد عن كونه شجارا طبيعيا بين جميع الازواج!