تذكرنى الأحداث التى تدور الآن من محاولة استنساخ ثورة مضادة للانقلاب على الشرعية بما حدث فى زمن النبي صلى الله عليه وسلم من محاولة بعض المنافقين إحداث ثورة مضادة لما يقوم به النبي الكريم من إرساء قواعد دولة الإسلام الأولى، فعندما جمع النبي الكريم ألفا من الصحابة الكرام لمنازلة المشركين فى موقعة أحد قام عبدالله بن أبي بن سلول- رأس المنافقين – بإطلاق الشائعات وتثبيط عزيمة المسلمين حتى أثر فى نفسية ثلث جيش المسلمين، وجعلهم ينسحبون معه قبل أن تبدأ المعركة، وكان هذا سببا من أسباب هزيمة المسلمين برغم وجود النبي الكريم بينهم، ولذلك جعل الله المنافقين فى الدرك الأسفل من النار فعذابهم أشد من عذاب الكفار لأنهم أظهروا الإسلام وأضمروا الكفر، فكانوا حربا على الإسلام وأهله، فهم الطابور الخامس الذى يضعف المسلمين من داخلهم. وبرغم خطورة المنافقين على أركان الدولة الإسلامية لم يأمر الله عز وجل نبيه الكريم بقتالهم حتى لا يكون ذلك مدعاة لقتال المسلم للمسلم إذا بدت عليه علامات النفاق، وترك حسابه على الله عز وجل، أو لعل الله أن يرزقه توبة قبل الموت. إن من يكذب أو يطلق الشائعات لتحريض الناس للخروج فى ثورة مزعومة لتحقيق أهداف مشبوهة تحت دعاوى كاذبة مثل منع أخونة الدولة أو الحفاظ على مدنيتها فهو بمثابة إعلان حرب على السلام والأمان الاجتماعى للدولة يجب على المسئولين التصدى له قبل أن يأكل الأخضر واليابس فى دولة مازالت فى مرحلة البناء الأولى للديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وقد أثبت شعبنا شدة وعيه وإدراكه لما حاول بعض المأجورين من الطبقة المسماة بالنخبة جره إليه ورفض الخروج فى تلك الثورة المزعومة المسماة بثورة 24أغسطس، وأخزى الله منظميها، وبعد أن أطلقوا عليها مليونية خرجت علينا الصحف بتسميتها بالمئوية وذلك سخرية واستهزاءا من منظميها لحضور عددا لا يتعدى المئات. أما آن لهذه الوجوه أن تنظر فى مرآة قلوبها وضمائرها وتحاسب نفسها أو تحاكمها على ماتفعل قبل أن يتساقط لحم وجوهها خجلا أمام رب مطلع على مافى قلوبها وسوف يسألها قريبا عن النقير والقطمير، كما قال تعالى "وقالوا مالهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا". إن محاولة تكريس الإعلام لهذه النخبة المشبوهة لمحاولة السيطرة على أفكار الناس ومعتقداتهم وبث سموم أفكارها وفرض آراء بالية لن يكون إلا سهما يرتد إلى قلوب مروجيه، وصدق ربنا القائل فى كتابه العزيز "ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله"، وقد أثبتت الأيام القليلة الماضية أن كل من حاول أن يطفئ نور الثورة إحترق بنارها.