تؤثر الضوضاء على صحة الانسان والحيوان بصورة مباشرة وهي تسبب في الصداع وارتفاع ضغط الدم والقرحة والأرق والتهيج والانفعال وغيرها من الامراض بما فيها التأثير على قدرة الانسان على الانتاج والتفكير .وتقاس الضوضاء عادة بالديسيبل أو الفون. ومصادر الضوضاء مختلفة ومتعددة فالصوت المنبعث من الانسان أثناء حديث الفرد العادي يقدر ب 50- 60 ديسيبل وبوق السيارات 100 ديسيبل . والضوضاء التي تزيد شدتها عن 30 فونا تسبب اضطرابات نفسية . تم قياس الضوضاء في وسط القاهرة في الفترة المسائية أثناء الازدحام فوجد أنها تصل إلى حوالي 70 ديسبيل وفي العصمة الاردنية عمان كان ضجيج السيارات 78 ديسبيل . ينزعج الانسان عندما يتعرض لصوت شدته 70 ديسبيل وتتأثر اعضاء الجسم عندما تصل شدة الصوت إلى 90 ديسبيل وإذا استمر الصوت بهذه الدرجة لفترة طويلة يصاب الانسان بالصمم . يمكن الاعتقاد بان اليمن من اقل الدول تأثر بالضوضاء بسبب عدم وجود المواد والأجهزة المسببة للضوضاء مثل المصانع وحركة الطيران الكثيف والقطارات وغيرها إلا أن شوارع المدن اليمنية تعاني من ضوضاء لا تقل أهمية عن تلك التي توجد في دول أخرى أهمها: 1- أصوات ابواق السيارات والتي تتفاقم مشكلتها بالاختناقات المرورية وخاصة مع الفوضى التي لا مثيل لها والتي نشهدها في هذه الايام في كل الطرق والشوارع والأزقة وغيرها من مخالفات وازدحام للسيارات والمركبات وانتشار المطبات والحواجز المختلفة بالإضافة إلى الوقوف في وسط الخط العام أو على مفترق الطرق أو السير والوقوف في الاتجاه المعاكس وغيرها مع غياب أو ضعف لأدوات الضبط المروري بما فيها رجال المرور مما يجبر العديدين على استخدام ابواق السيارات والمركبات بصورة متصاعدة . كما أن معظم سائقي الدرجات النارية وبعض المركبات يعمدون إلى ازالت كوابح أو منضم صوت المحركات لإجبار المارة إخلاء الطريق امامهم . 2- الاصوات المنبعثة من الورشات ( الحديد والألمنيوم وتقطيع الاحجار والنجارة) المنتشرة في كل مكان بالإضافة إلى مخلفاتها الاشعاعية والغازية وغيرها فأنها تسبب في تلوث ضوضائي كبير. ومع الانطفاء المتكرر للكهرباء يعمد الناس إلى استخدام المولدات الكهربائية الصغيرة ومتوسطة الحجم والتي تنتشر ليس فقط في المنازل والمكاتب والورش بل ايضا في الاسواق والمحلات التجارية فهي بالإضافة إلى الغازات التي تطلقها في الهواء جراء احتراق الوقود فيها من ديزل أو بنزين (بترول) والتي تشكل تلوثا هائلا للهواء فأن الضوضاء المنبعثة منها لا تقل أهمية عن مصادر الضوضاء المختلفة . وبالتالي تعددت في اليمن مصادر الضوضاء على صغر حجمها إلا انها تشكل قلق حقيقي لحياة الناس. للحد من الضوضاء وأضرارها ننصح بوجود ضوابط لاستيراد وتصنيع مصادر الضوضاء وأجهزتها مثل ابواق السيارات والمركبات ومولدات الطاقة ومكائن الورش المختلفة والفحص الدوري عليها وعلى السيارات والدراجات النارية و معاقبة المخالفين بالإضافة إلى نشر الوعي بين السكان ومستخدمي هذه الآلات .