اختتمت القمة الخليجية التي انعقدت في الكويت اعمالها ظهر الاربعاء باصدار بيان ختامي رحب بالاتفاق الايراني النووي مع الدول الست العظمى، وادانة الابادة الجماعية في سورية، وطالب بسحب جميع القوات الاجنبية من اراضيها وسمى "حزب الله" اللبناني على وجه الخصوص، ولكن البيان الختامي لم يشر مطلقا الى القضية الخلافية الاساسية اي تحويل مجلس التعاون الى "اتحاد"، التي فجرت ازمة حادة بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان. وكان لافتا غياب ثلاثة زعماء اساسيين عن قمة الكويت، الاول لأسباب مرضية، وهو العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، والثاني لزهده بالقمم العربية والخليجية وهو الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الامارات، والثالث احتجاجا على صيغة مجلس التعاون وعدم جدواها، والاعتراض على تطويرها دون دراسة متعمقة الى اتحاد وهو السلطان قابوس بن سعيد. ومن المؤكد أن هذا الغياب اضعف القمة دون ان يخفي في الوقت نفسه الخلافات المتفاقمة، وعدم حل القضايا المعلقة مثل التعرفة الجمركية الموحدة، والعملة الخليجية الموحدة، وتباين المواقف السياسية حول قضايا محورية مثل الازمة في كل من مصر وسورية، وتناقض مواقف دول خليجية بشكل صارخ تجاههما. أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح واصل محاولاته للتقريب بين دول مجلس التعاون الخليجي، عقب تفجر الخلافات على خلفيات عدة بينها الاتحاد الخليجي الذي تعارضه سلطنة عمان وتتحفظ عليه الامارات، اضافة الى الخلاف السعودي القطري حول الموقف من الأزمة السورية والوضع في مصر. وفي الوقت الذي نشطت فيه الديبلوماسية الكويتية للتخفيف من حدة الخلاف السعودي العماني بشأن معارضة السلطنة للمقترح السعودي لإقامة اتحاد خليجي، تفاقم الغضب السعودي على مسقط والذي بدا من خلال تعليقات الصحف السعودية امس الثلاثاء، ووصل الى حد التلويح بوقف المساعدات المالية التي كان قد قررها مجلس التعاون الخليجي للسلطنة. وانفجر الغضب السعودي على سلطنة عمان من خلال تعليقات الصحف السعودية التي بالعادة تعكس وجهة النظر الرسمية. ولوّح رئيس تحرير صحيفة ‘الاقتصادية' بقطع الدعم الخليجي عنها في حال خروجها من منظومة مجلس التعاون. وقال : ‘بما أن السلطنة تهدد بالخروج من المجلس، فالطبيعي أن الدعم الخليجي سيتوقف ولن يستمر'. وقدر بأن خسائر السلطنة ستربو على السبعة مليارات دولار في السنوات السبع القادمة. وفي السياق ذاته قال رئيس تحرير صحيفة ‘الرياض' تركي السديري ‘إن أي أحد لا يقبل أن يفرض على عمان وجوداً هي من الأساس بعيدة عنه'. وأوضحت مصادر اعلامية ان السلطنة لن تعارض قيام الاتحاد الخليجي رغم انها تتحفظ عليه وترفض الانضمام اليه اذا ما قام. واشارت الى ان السلطنة لو ارادت معارضة المقترح السعودي لاستخدمت حق النقض حيث ان النظام الاساسي لمجلس التعاون ينص على ان القرارات تصدر بالاجماع. ويبدو ان الرفض العماني سببه سياسة ‘النأي بالنفس′ التي تتبعها عمان منذ قيام مجلس التعاون عام 1981. إلى ذلك قال دبلوماسي عماني إن بلاده لا تريد منحا مالية من شقيقاتها، وانما معاملتها اسوة بدول غير خليجية، واستثمار فوائض اموالها وهي بمئات المليارات في مشاريع سياحية وصناعية وزراعية في السلطنة حيث فرص الربح كبيرة ونسب العوائد عالية جدا، الامر الذي سيعود بالفائدة على المستثمر والاقتصاد العماني معا، الاول يجني الارباح والثاني الوظائف للشباب العاطل ، بحسب "رأي اليوم". الغضب السعودي من سلطنة عمان يعود الى تغريدها خارج السرب الخليجي، واقامة علاقات قوية مع ايران، ورفض الانجرار وراء اعمال التحريض ضد الاخيرة، والاهم من ذلك استضافة مفاوضات سرية في مسقط بين مفاوضين امريكيين وايرانيين ودون ابلاغ الشقيقة الكبرى.