قال محلل الأمن القومي لدى CNN ومدير مؤسسة أمريكا الجديدة بيتر بيرغن إن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يقدم أداء أفضل من الولاياتالمتحدة فيما يتعلق بالإبلاغ عن الحقيقة. وأكد ،في مقال له بعنوان «القاعدة باليمن أكثر نزاهة من واشنطن» ، نشرته شبكة «سي ان ان» الأمريكية، أن الحرب الغير معلنة التي تخوضها الولاياتالمتحدة منذ أربع سنوات في اليمن ، وصلت لمرحلة تثير السخرية. وأشار إلى رسالة فيديو، اعتذر فيها زعيم تنظيم القاعدة في اليمن عن شنّ هجوم بالخطأ على مستشفى العرضي في صنعاء، وقتل فيها مدنيون بدم بارد، قائلا إنّ «مقاتلا أخطأ، مقدما اعتذاره وتعازيه لأسر الضحايا». وأضاف: «في الوقت الذي اعتذرت فيه "القاعدة" علنا -ومن دون شكّ فإنها حققت بذلك مصلحة خاصة- عن قتل مدنيين عن طريق الخطأ في الهجوم الذي تم شنه في 5 ديسمبر/كانون الأول، لم يتحدث أي مسؤول أمريكي علنا بشأن هجوم بطائرة دون طيار شنته الولاياتالمتحدة على ما قالت إنه قافلة مسلحين، ليكتشف الجميع إثر ذلك أنه كان موكب زفاف شهد مقتل ستة مدنيين على الأقل، في الغارة التي تم شنها في 12 ديسمبر/كانون الأول». ولفت إلى أن هناك ثغرة قانونية تلزم المسؤولين الأمريكيين بالصمت عندما يتعلق "بالأخطاء" عند تنفيذ الغارات باستخدام طائرات دون طيار، لأن هذا النوع من العمليات سري وغير قانوني ولا يخضع للتوثيق وبالتالي المحاسبة، وهو ما يمنع الحكومة الأمريكية أو من يمثلها من الإشارة إليها. واعتبر أن الأمر الأسوأ ، هو أن المسؤولين الأمريكيين يحرصون بالتأكيد على «حرفية ودقة» هذا النوع من العمليات بحيث أن ذلك يجعل منه «تقريبا من دون خطأ» ، مشيرا إلى أن من ضمن هؤلاء المسؤولين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومستشاره السابق لمكافحة الإرهاب جون برينان، الذي أصبح الآن مديرا لوكالة الاستخبارات. وقال بيرغن إن «من الحلول المقترحة، أن يتم إنشاء لجنة مستقلة عن وكالة الاستخبارات والبنتاغون تقوم بمراجعة وتقييم غارات الطائرات من دون طيار بعد أن يتم شنها ؛ ويمكن أن يتم تشكيل تلك اللجنة بنفس الأسلوب الذي تم اتباعه عند تشكيل لجنة مستقلة للنظر في موضوع التسريبات وأنشطة وكالة الأمن القومي».