قامت إذاعة هولندية برصد إحصائيات لعام 2013 عن نسب العنوسة في الوطن العربي حيث أظهرت الإحصاءات أن أعلى نسبة عنوسة سجلت في لبنان بينما سجلت فلسطين أقل نسبة عنوسة في الوطن العربي. والعنوسة شبح يطارد الفتيات خاصة في الوطن العربي، ونتيجة لغياب إحصائيات حديثة ودقيقة عن ظاهرة العنوسة، أثارت إحصائيات قامت بها إذاعة هولندا العالمية جدلا واسعا لنشرها خارطة توضح نسب العنوسة في الوطن العربي استنادا لإحصائيات قامت بها مراكز للأبحاث وبعض المعطيات التي تقدمها منظمات غير حكومية ناشطة وقامت بدمجها بتوقعات اعتمادا على مؤشرات كل دولة على حدة. وبدا أنه في لبنان ليس هيناً الحصول على عريس حيث أظهرت الخارطة أن 15% فقط من الشابات اللبنانيات وفقن في الحصول على شريك لتسجل أعلى نسبة عنوسة في الوطن العربي بنسبة 85% من مجموع الفتيات في سن الزواج، تليها سوريا، حيث بلغت نسبة العنوسة 70% وهي نسبة مرشحة للارتفاع بسبب ظروف الحرب. فيما شكلت فلسطين الاستثناء في العالم العربي لتسجيلها 7% فقط من العنوسة لتسجل أقل نسبة عنوسة على الإطلاق. في الوقت نفسه، تقاربت نسب العنوسة في دول المغرب العربي حيث سجلت تونس نسبة 62% تلتها الجزائر بنسبة 51%. أما مصر فبلغ عدد العوانس 8 ملايين أي 40% من مجموع الفتيات في سن الزواج، وفي دول الخليج وصلت نسبة العوانس أرقاما كبيرة حيث تصدرت دولة الإمارات بنسبة 75% بينما 45% في السعودية وأرجعت الدراسة السبب ربما للمغالاة في المهور. هذا ولم تتطرق الدراسة إلى نسبة العنوسة باليمن والتي تعد مشكلة اجتماعية تتفاقم في المجتمع وتعاني منها شريحة واسعة من النساء اليمنيات، خصوصًا الناشطات منهن، المنخرطات في الحياة العامة، أو المتعلمات في الجامعات اللواتي يتأخرن في الزواج. والعنوسة لفظ عام يُطلق على الإناث اللائي تعدّين سن الزواج المتعارف عليه، وتختلف من بلد إلى آخر، وهي كلمة مؤلمة على النفس تخاف منها معظم الفتيات الواقعات أصلاً بين مطرقة الآباء وسندان العادات والتقاليد ونظرة المجتمع. وتقول إحدى اليمنيات «م . ع – مدرسة» : «أنا الآن في بداية العقد الرابع من عمري أخواتي الأصغر مني تزوجّن وأنا لم أتزوّج؛ وبالتالي أصبحت ضحية زواج البنت الصغيرة قبل الكبيرة، الأمر الذي أوصلني إلى مرحلة اليأس, تقدّم لي عندما كنت في العشرين من العمر شخص لكن ظروفه المادية كانت صعبة، موظف بسيط، لكن والدي رفضه؛ بعدها لم يتقدّم لي أحد، والآن وصلت إلى مرحلة صعبة، وقد أوفق برجل في عمر والدي هرباً من العنوسة ومن مستقبلي المجهول». وكانت دراسة يمنية قد كشفت خلال العامين الماضيين عن وجود أكثر من نصف مليون امرأة يمنية تجاوزنَّ سن الثلاثين دون زواج، فضلا عن تفشي العنوسة بمعدلات عالية، خصوصا بين حملة الشهادات الجامعية والعليا في المدن الرئيسية، بشكل لافت للنظر. وأرجعت الدراسة التي أعدتها الباحثة شروق بامقبل الأمر إلى غلاء المهور ونظرة المجتمع السيئة إلى المرأة العاملة. ويعزو مختصون انتشار ظاهرة العنوسة في المجتمع اليمني إلى عوامل مختلفة، ترتبط بمسألة الفقر والعادات والتقاليد والقيم القبلية وتردي الوضع الاقتصادي، الذي يجبر الشباب على التفكير مليا قبل الإقدام على الزواج.