رحب المتمردون الحوثيون بالمساعي القطرية الأخيرة لتثبيت وقف إطلاق النار، والسلام والاستقرار في محافظتي صعدة وعمران شمالي اليمن، لكنهم شككوا في جدية السلطة، وفي رغبتها الوصول إلى حل نهائي لملف الحرب. وقال الناطق باسم الحوثي محمد عبدالسلام في بيان تلقى "المصدر أونلاين" نسخة منه: "إن بصمات دولة قطر في العالم العربي والإسلامي هي بصمات خير وسلام وبناء ووفاق وإعمار وتصالح، وكذلك الحال في اليمن، فدور قطر الساعي للوفاق ومعالجة الأوضاع في المحافظات الشمالية هو دور واضح، وقد بذلت الكثير من الجهود والتي لو ترك لها المجال في ذلك لكان الأمن والاستقرار يرفرف في ربوع الوطن".
وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قام بزيارة إلى اليمن الثلاثاء الماضي استمرت عدة ساعات، وأعلن فيها رفقه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إعادة تفعيل اتفاق الدوحة ذا الخمس نقاط المبرم بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين في 2008.
وأشار عبدالسلام إلى أنهم بعثوا برسالة بهذا الخصوص إلى أمير دولة قطر رحبوا فيها بزيارته إلى اليمن ودورة في تقارب وجهات النظر وتفعيل دور قطر من جديد الساعي إلى إحلال السلام والأمن والاستقرار في المحافظات الشمالية، إضافة إلى بعض الملاحظات التي تساعد الدور القطري في الوصول إلى وفاق وتصالح يشمل معالجات نهائية وجذرية.
لكن المتحدث باسم الحوثي شكك في جدية السلطة، وفي رغبتها الوصول إلى حل نهائي لملف الحرب في صعده، متمنياً أن تكون هذه المرة جادة "لما من شأنه إحلال السلام والوصول إلى حل نهائي بدون استغلال قضايا الشعب في التناقضات السياسية والإقليمية ووضع معاناة الشعب على طبق الخلافات والتلاعبات الدولية". حسب تعبيره.
وأضاف: "إن السلطة تجيد اللعب بهذه الأوراق من أجل الحصول على الدعم المادي من عدة أطراف لتعزيز نفوذها السياسي والعسكري".
ونفى الناطق باسم الحوثي تدهور الأوضاع الأمنية في صعدة، وقال: "إن الوضع في صعده أفضل من الماضي بكثير"، مضيفاً :لكن هناك تجار حروب لا يهمهم إلا مصالحهم الخاصة".
وحول إعلان نواب صعدة البدء في اعتصام مفتوح بقاعة البرلمان اليوم الثلاثاء احتجاجاً على تردي الأوضاع الأمنية وما قالوا إنه "تصفية الحوثيين لرجال القبائل المواليين للدولة"، رد الناطق باسم الحوثي بالقول "كم كنا نتمنى من نواب صعدة أن يعتصموا في مجلس النواب من اجل الإفراج عن أبناء محافظة صعده (...) وأن يقفوا ولو لمرة واحدة مع السلام ومع إعادة الإعمار".
واتهم النواب بتفضيل مصالحهم الشخصية. ونفى أي علاقة لهم بالتصفيات، وأن ما يحصل من اشتباكات هي مع قيادات عسكرية ومواقع عسكرية.
أعلن نواب محافظة صعدة اليوم الثلاثاء اعتصاماً مفتوحاً داخل قاعة البرلمان احتجاجاً على الأوضاع الأمنية المنفلتة داخل محافظتهم. وقال الشيخ عثمان مجلي في جلسة البرلمان اليوم إن الحوثي يمارس القتل ضد من كانوا مع الدولة وينتقم منهم منذ أعلن وقف إطلاق النار. وأضاف أن الدولة معنية بحماية المواطنين والدفاع عنهم.
وتساءل الشيخ مجلي الذي تحدث باسم كتلة صعدة: لماذا الدولة تنظر إلى المواطنين وكأنهم طرف ثالث، وأضاف: لماذا لا يطبق الصلح على الجميع، ولماذا لم تقم الدولة بواجباتها لحماية مواطنيها.
وضرب مثالاً بعضو مجلس النواب الشيخ صغير حمود عزيز المحاصر في قريته بمديرية حرف سفيان من قبل المتمردين الحوثيين. وقال مجلي إن عزيز يخوض معارك دفاعية عن بيته وأهله بمفرده "ويقاتله الحوثيون بدبابات وأسلحة الدولة نفسها".