لم يحضر الشيخ عثمان مجلي ولا الشيخ فايز العوجري جلسة البرلمان اليوم، لكن بعض نواب صعدة كانوا حاضرين. كما ولم تذكر قضية النائب صغير عزيز، لا من قريب ولا من بعيد، وهي التي استحوذت على نقاش يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، واعتصمت لأجلها كتلة صعدة يوماً وليلة داخل القاعة.
مجلس النواب خصص يوما كاملا (الأربعاء الفائت) لمناقشة مطالب نواب صعدة الذين طالبوا بتدخل الدولة لفك الحصار عن عضو مجلس النواب ابن عزيز – حليف السلطة- الذي يخوض قتالا ضاريا مع الحوثيين في دائرته. وفي مساء اليوم نفسه (الأربعاء) التقت كتلة صعدة ورؤساء الكتل وزير الدفاع في مبنى البرلمان وناقشوا الموضوع، غير أن مشايخ بارزين غادروا ذلك الاجتماع غاضبين غير مقتنعين بنتائجه، على عكس بعضهم الذين تقبلوها على مضض.
مساء أمس صرح الشيخ فايز العوجري أن نواب صعدة علقوا عضويتهم "ولن يحضروا جلسة اليوم ولا غد". وفي الصباح كان النواب؛ عبدالسلام صالح هشول زابية، فيصل عريج، وعبدالكريم جدبان متواجدين بين زملائهم ولم يتكلم منهم أحد، كما ولم يتطرق أي من النواب إلى قضية ابن عزيز ولا غيرها.
وحتى النواب ال67 الذين تضامنوا مع نواب صعدة ومع ابن عزيز تحديداً ووقعوا على مذكرة بتعليق عضويتهم "ما لم يفك الحصار عن الزميل عزيز"، لا أحد منهم تكلم. ما الذي حدث؟!
المعلومات المؤكدة تفيد أن دوافع عديدة كانت وراء مطالبة يومي الثلاثاء والأربعاء، وتؤكد المصادر نفسها ان اثنين من مشايخ صعدة البارزين (نائبان في البرلمان) كانا يدفعان باتجاه الحرب.
وبحسب أحد النواب المتضامنين معهم، فإنه وزملاءه ال67، الموقعين على تلك الورقة "صدمنا مساء الخميس عندما تبينت لنا الدوافع غير البريئة التي كانت تقف وراء الموضوع". يضيف: "باختصار كانوا يردوننا أن نشعل الحرب السابعة من داخل البرلمان، وكان هناك من يضطلع بمهمة إحباط جهود الدوحة"! كتلة صعدة الآن لم تعد كتلة واحدة، لقد تصدعت بعد هذا الامتحان العصيب.