صادق ناشر انهارت أمس، الهدنة التي تم التوصل إليها أول أمس الجمعة، لوقف القتال الدائر منذ أكثر من أسبوع بين الحوثيين والقبائل الموالية للدولة في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران شمال العاصمة اليمنية صنعاء، حيث تجددت الاشتباكات بين الطرفين موقعة نحو 20 قتيلاً معظمهم من رجال القبائل بعدما حاصر الحوثيون مناطق لقبائل الشيخ صغير بن عزيز بعد انسحاب الجيش .
وأوضحت مصادر محلية في عمران أن معارك شرسة دارت بين الجانبين استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، ونجح الحوثيون في اختراق دفاعات الشيخ بن عزيز واقتحموا أحد منازل أسرته وقتلوا ابن أخته، وعدداً من أتباعه الذين كانوا يتحصنون معه في نفس المنزل بمنطقة العمشية .
وأشارت المصادر إلى تضييق الحوثيين الحصار على مواقع يتحصن فيها أتباع بن عزيز في محيط منزله، وأنهم أطلقوا عشرات قذائف الهاون .
وازدادت المعارك ضراوة بعد محاولات للشيخ القبلي وأنصاره لشن هجمات مضادة وقصف مدفعي وصاروخي من موقع “الزعلاء” العسكري، إلا أن الحوثيين تمكنوا من صد هذه المحاولات، بحشد المئات من رجالهم في إطار استعدادهم ل”معركة فاصلة” مع القبائل .
في غضون ذلك، أفاد زعيم قبلي بأن وسطاء تمكنوا من التفاوض حول وقف لإطلاق النار بين الحوثيين وقبيلة ابن عزيز، وقال الشيخ قاسم عبيدة الذي يقود فريقاً من الوسطاء هم زعماء قبائل لوكالة “فرانس برس” إنه “تم إقناع” الحوثيين وأفراد قبيلة ابن عزيز “بوقف إطلاق النار” . وأضاف أن المعارك التي اندلعت مجددا مساء الجمعة في حرف سفيان قرب قرية ابن عزيز توقفت، السبت، قرابة الساعة 11،00 (8،00 ت غ) . وأوضح أن الطريق التي تصل صعدة بالعاصمة صنعاء عبر عمران قطعت منذ نحو أسبوع لكنها فتحت مجدداً “بعد إزالة الألغام التي تركها الحوثيون” .
وقال مسؤول محلي إن الجيش المتمركز في العمشية “تعرض لإطلاق نار ورد دفاعاً عن النفس ما دام الحوثيون انتهكوا وقف إطلاق النار الذي أعلن” .
وكان عدد من نواب صعدة واصل مقاطعته جلسات مجلس النواب (البرلمان) احتجاجاً على تدهور الأوضاع في صعدة وعمران، وقال الشيخ فائز العوجري إن كتلة صعدة التي علقت عضويتها احتجاجاً على ما وصفه ب “تصفيات الحوثي للقبائل الموالية للدولة”، لن تعود إلى المجلس، وأوضح أن عودتهم مرتبطة بفك الحصار عن الشيخ عزيز والتزام الحوثي بوقف تام للتصفيات والحرب من طرف واحد .