كشفت مصادر أمنية عن معلومات جديدة بشأن المصري إبراهيم البناء المقبوض عليه الأسبوع الماضي في محافظة حضرموت اليمنية، على خلفية تولّيه منصباً قيادياً في تنظيم "القاعدة" في اليمن. وبحسب صحيفة الجريدة الكويتية، فقد قالت المصادر إن القيادي الذي يدعى إبراهيم محمد صالح البنَّاء (54 عاماً) حاصل على ليسانس شريعة وقانون من جامعة الأزهر، وإن أسرته مقيمة في مدينة شبين الكوم في محافظة المنوفية في البر الشرقي، وسافر إلى اليمن عام 1993 للعمل مدرساً، ولم يعد إلى مصر منذ ذلك الحين.
وأكدت المصادر أن البناء هو مدرب أبو أيوب المصري، زعيم تنظيم "القاعدة" في العراق الذي خلف أبو مصعب الزرقاوي الذي يرجح أنه قُتِل في أبريل الماضي.
وأشارت تحريات الأجهزة الأمنية المصرية أن المتهم كان "ملتزماً دينياً" حسب وصفها، وسبق أن انضم إلى الجماعات السلفية في مصر قبل سفره إلى اليمن في وقت كانت علاقته بأسرته منقطعة تماماً، علماً بأن لديه أربعة أشقاء من الذكور.
وحسب الصحيفة ذاتها، فقد اعترف المصري محمد فؤاد حسن السيد هزاع وشهرته "الشيخ شريف هزاع"، المحبوس بسجن "أبو زعبل" منذ أغسطس 1997 بعدما قُدم إلى المحاكمة في القضية العسكرية المعروفة إعلامياً ب"العائدون من ألبانيا"، بأنه كان على علاقة بالمتهم لأنه "بلدياته"، وكان مقيماً معه في اليمن، وأثناء القبض على هزاع عُثر على خطابات موجهة إليه من البناء.
وأشار هزاع الذي أعيد استجوابه أمس، مجدداً بعد إعلان القبض على البناء، إلى أنه لا يعلم عنه شيئاً، وأن آخر خطاب وصل منه كان عام 1998، وأنه ذكر له في الخطاب أنه (أي البناء) شغل منصبَ رئيس شعبة الاستخبارات في تنظيم القاعدة باليمن.
وذكر الشيخ هزاع أن البناء كان يجيد تزوير الأوراق الرسمية ويجيد أيضاً التخفي والتنقل بين الدول بكل سهولة ويسر، وأنه لم يغادر اليمن مطلقاً منذ وصوله عام 1993، وأنه كان يحظى باحترام وتقدير قيادات التنظيم في أفغانستان وفي جميع الدول نظراً إلى أنه "أسطورة"، كما كان يقول عنه دائماً زعيم التنظيم أسامة بن لادن.
وطبقا للخطابات التي أرسلها البناء إلى هزاع، والتي بلغت 28 خطاباً، بالإضافة إلى أقوال واعترافات في محضر رسمي تم فتحه الخميس الماضي، فقد توصلت قوات الأمن إلى أن البناء قيادي نشيط في تنظيم "القاعدة" في اليمن، وأنه مسؤول عن استقطاب وضم عدد كبير من المصريين إلى التنظيم وترحيلهم إلى دول أخرى بعد تدريبهم وتزوير الوثائق الرسمية لهم.
كما أقر هزاع في اعترافاته بأن البناء هو الذي تولى تدريب أبو أيوب المصري الذي سافر إلى العراق لاحقاً بأوراق مزوَّرة، وقام بتدريبه على أعمال الاستخبارات، كما أنه هو الذي رشَّحه لتولي أمر التنظيم في العراق بعد اغتيال الزرقاوي.
ودلَّل هزاع على ذلك بعدد من الرسائل والأوراق المزيفة التي حصل عليها قبل سفره إلى الأردن، والتي تؤكد أن زعيم "القاعدة" في العراق بعد الزرقاوي، والذي أطلق عليه كنية أبو أيوب المصري والمرجَّح قتله في أبريل الماضي، هو مصري فعلاً ويدعى عبدالمنعم عز الدين علي البدوي وكنيته الحقيقية أبو الدرداء، وهو من مدينة أبو كبير في محافظة الشرقية. وأشار هزاع إلى أن البناء هو الذي زوَّر للبدوي بيانات جواز سفره.
وكان موقع صحيفة الجيش نقل عن مصدر قضائي قوله إن النيابة الجزائية المتخصصة بمحافظة حضرموت أحالت السبت قبل الفائت 28 متهما من تنظيم القاعدة بينهم متهم مصري الجنسية يدعى "إبراهيم محمد صالح البناء "، وسعودي يدعى "عبدالله فراج محمد الجوير"، وأن المتهم المصري كان يكني نفسه ب11 اسما مختلفا.
وأضاف المصدر أنه كان قد تم القبض على 21 متهما خلال عام 2008م بمحافظة حضرموت، وقال إن من تم القبض عليهم سيتم محاكمتهم حضوريا و7 سيحاكمون غيابيا كفارين من وجه العدالة.
ومن أبرز الفارين من وجه العدالة حسب "26 سبتمبر نت": "شاكر بن هامل وصالح بن علي جابر ومعتز بازياد"، وجميعهم مشتركون في مجموعة مسلحة للتخطيط لأعمال تخريبية لضرب منشآت اقتصادية وحيوية بمحافظة حضرموت والتخطيط لاغتيال قيادات أمنية وأفراد من القوات المسلحة وحيازة أسلحة ومتفجرات بينها قاذفات وقنابل ورشاشات من طراز "بيكا".