أبدى أندرس فو راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أسفه، اليوم الاثنين 4-10-2010، لمقتل جنود باكستانيين الأسبوع الماضي، وقال إنه يأمل أن يعاد فتح الحدود الباكستانية أمام الإمدادات لقوات الحلف في أفغانستان بأسرع وقت ممكن. وبعد أن أغضبتها الهجمات المتكررة لطائرات هليكوبتر تابعة للحلف على أهداف للمتشددين داخل حدودها، أغلقت باكستان أحد طرق الإمدادات لقوات الحلف في أفغانستان، بعد هجوم قتل فيه ثلاثة جنود باكستانيين الأسبوع الماضي في منطقة كورام الغربية.
وقال راسموسن بعد لقائه بوزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي: "أبديت أسفي للحادث الذي وقع الأسبوع الماضي، والذي قتل فيه جنود باكستانيون. أعربت عن أملي بأن يعاد فتح الحدود أمام الإمدادات بأسرع وقت ممكن".
وجاء الاعتذار بعدما هاجم مسلحون قافلة شاحنات كانت تنقل بضائع إلى القوات الغربية في أفغانستان على مشارف العاصمة الباكستانية إسلام أباد.
وقال مير واعظ نياز، وهو ضابط شرطة كبير، إن ما لا يقل عن 12 مسلحاً أطلقوا النار على الشاحنات قرب إسلام أباد في وقت متأخر من يوم الأحد 3-10-2010، وقتلوا ثلاثة حراس ثم أضرموا النار في 13 شاحنة.
وأعلنت حركة طالبان الباكستانية مسؤوليتها عن الهجوم، حيث صرح أعظم طارق المتحدث باسم طالبان هاتفياً من مكان مجهول "نفذ مجاهدونا هذا الهجوم، وسنواصل تلك الهجمات في جميع أرجاء البلاد انتقاماً من غارات لطائرات من دون طيار تشنها قوات أجنبية داخل أراضي باكستان".
وقالت الشرطة إن أشخاصاً يشتبه في أنهم متشددون هاجموا بعد ذلك بساعات سفناً تنقل إمدادات إلى حلف شمال الأطلسي عبر إقليم بلوخستان الواقع في جنوب غرب باكستان، ما أسفر عن مقتل شخص.
وأعلنت باكستان رسمياً أنها أغلقت الحدود لاعتبارات أمنية، ومن المرجح أن يطيل تهديد طالبان بشن مزيد من الهجمات أمد إغلاق الطريق الحيوي للإمدادات الذي دخل يومه الخامس، ما سيؤدي إلى تأزم العلاقات بشكل أكبر بين إسلام أباد وحليفتها واشنطن التي لطالما طلبت من باكستان القضاء على المتشددين.
وقال مسؤول في الحكومة الباكستانية "الجهود جارية لحل الأمر، لكن هناك غضباً شديداً في باكستان بسبب الغارات عبر الحدود".
وقال الميجر جويل هاربر، وهو متحدث باسم قوة المعاونة الأمنية الدولية (إيساف) في كابول: "الهجمات الأخيرة في باكستان ليس لها تأثير فوري. وأضاف: إن أقل من 1% من كل الشاحنات والعربات تتعرض لنهب أو أضرار. إن هذا عنصر مهم للاقتصاد الباكستاني وهو مهم لمخزوننا من الإمدادات".
ويُتابع هاربر: "ومع وقوع هجمات لا بديل أمام حلف شمال الأطلسي سوى السعي لتأمين طرق أخرى إلى أفغانستان. إننا نستكشف طرق إمدادات أخرى مع دول أخرى في الشمال".
ويقول محللون إنه على الرغم من غضبها، فإنه لا يسع باكستان أن تغضب لفترة طويلة حليفاً يمدها بمساعدات عسكرية قيمتها مليارا دولار في العام، وهو أمر حيوي لتصدي باكستان للمتشددين.
وقال مسؤول أمني باكستاني: "يجب أن يكون هناك حلّ، وأعتقد أنه سيكون هناك حل، لكن يوجد غضب، وعليكم أن تتعاملوا معه".
وصرح مسؤولون بالسفارة الأمريكية في إسلام أباد بأنه رغم الاحتجاجات الصادرة من باكستان، وإغلاقها الحدود، فإن التعاون في مجال مهمات الإغاثة من الفيضانات والمساعدات الأمنية مستمر. وقال مسؤول كبير في السفارة: "التعاون مستمر على الكثير من المستويات، ونحن في موقف أفضل مما كنا عليه قبل سنتين في ما يتعلق بالتعاون، ونعمل من هذا المنطلق لتهدئة مخاوفهم".
وقال راسموسن إن قتل ثلاثة جنود باكستانيين "لم يكن مقصوداً"، وأشار إلى الحاجة لتعزيز التنسيق بين حلف شمال الأطلسي والجيش الباكستاني. وأضاف أن تحقيقاً مشتركاً يجري حالياً.
وقال: "من المهم أن نعزز تعاوننا"، لكن هذا التعاون قد يكون بطيئاً مع تصعيد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية سي آي إيه هجمات الطائرات دون طيار التي تستهدف متشددين على صلة بتنظيم القاعدة في شمال غرب باكستان، حيث نفذت 21 هجوماً في سبتمبر (أيلول) وحده وهو أعلى عدد من الهجمات يسجل في شهر واحد.
ومع سقوط قتلى مدنيين في هجمات نفذتها طائرات أمريكية بلا طيار، ثار غضب كثير من الباكستانيين ما زاد من صعوبة تعاون الحكومة الباكستانية مع الولاياتالمتحدة. وسبقت الغارات تحذيرات من بريطانيا والولاياتالمتحدة من خطر متزايد لهجمات إرهابية في أوروبا، وتقول واشنطن إن القاعدة ربما تستهدف البنية التحتية لشبكة النقل.
وتتعرض باكستان لضغوط أمريكية شديدة لشن حملة أعنف ضد المتشددين في شمال غرب البلاد، قرب الحدود الأفغانية، التي توصف أجزاء منها بأنها مركز عالمي للمتطرفين.