بدأت أعمال المؤتمر السادس لفرع نقابة المحامين اليمنيين بصنعاء اليوم الثلاثاء بحضور رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي عصام السماوي. ويصوت المحامون لانتخاب قيادة جديدة للفرع غداً الأربعاء، بينما تتركز المنافسة بين قائمتين رئيسيتين الأولى برئاسة نقيب المحامين عبدالله راجح وتسمى قائمة الإجماع المهني، والثانية قائمة المدافعين عن استقلال المهنة برئاسة المحامي محمد علي المقطري.
وأعاد راجح ترشيح نفسه لقيادة فرع صنعاء بالرغم من منصبه كنقيب لمحاميي اليمن، وسط انتقادات مناوئين له واتهامات بهيمنته على مفاصل فرع صنعاء. لكن حظوظه بالفوز بدورة جديدة ما تزال مرتفعة.
وفي كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر نصح راجح "المعارضين" ببناء ورسم برامج واضحة "بدلاً من معارضة لا تمتلك أدنى حد من حدود الإيجابية". حسب تعبيره.
وقبل نصيحته هذه، شكر الذين ناصروه، والذين عارضوها أيضاً، وقال إنه لم يكن يعتبرهم عقبات في طريق تحقيق النقابة لإنجازات كبيرة خلال ثلاث سنوات من قيادتها، وإنما نوعاً من الدعم والزاد لهم.
واستعرض راجح الإنجازات والنجاحات التي قامت بها النقابة خلال الفترة الماضية، وجهود النقابة للدفاع عن منتسبيها ضد الانتهاكات التي يتعرضوا لها.
وجاء عقد مؤتمر فرع نقابة صنعاء التي يندرج في إطارها محامو محافظات صنعاء وحجة والمحويت وصعده وعمران ومأرب والجوف، بعد ثلاثة أعوام من المؤتمر العام الخامس، لكن قيادة النقابة لم تدعو الجمعية العمومية لعقد الاجتماعات السنوية المقررة نهاية كل سنة ميلادية.
ولهذا السبب، رفع العشرات من أعضاء النقابة دعوى قضائية أمام محكمة غرب الأمانة قبل نحو سنتين، والتي قضت السبت قبل الفائت بعدم قبول الدعوى، وبررت ذلك "لانتفاء المصلحة منها".
وتسبب التأجيل المتكرر لجلسات المحكمة في إحباط جهود مقدمي الدعوى في إقامة اجتماعي 2008 و2009 السنويين، الذي يناقش خلاله تقارير الأداء ويعتمد الميزانية التقديرية للعام الذي يليه بحسب اللائحة.
واستغرب المحامي مصطفى الشعيبي أحد مقدمي الدعوى من فصل المحكمة في القضية قبل 10 أيام من بدء المؤتمر، وتبييض أوراق الحكم خلال يومين فقط، بينما يستغرق ذلك في الحالات العادية شهراً كاملاً.
أما ضيف الجلسة الافتتاحية للمؤتمر القاضي السماوي فبدأ كلمته بالحديث عن إنجازات الثورة، ثم قال إن عقد المحامين لمؤتمرهم هو أحد هذه الإنجازات، ووصف الانتخابات ب"الإكرامية" التي تجسد رقي المجتمع وتقدمه إلى مصاف الدول الديمقراطية والقانونية.
وأشاد السماوي مرات عدة في كلمته بقيادة نقابة المحامين برئاسة عبدالله راجح وبالإنجازات التي تحققت في عهده، وفي دعم واضح لقائمة راجح، تمنى السماوي أن "يستمر هذا النجاح".
وأكد أن المحامي هو جزء وشريك في العدالة، وزاد: "والوجه الآخر للعدالة"، كما وعد القاضي السماوي وهو رئيس المحكمة العليا بأن السلطة القضائية ستظل مع النقابة وتتناول قضاياها بكل جدية، ناصحاً المحامين بأن يتحلوا بالأخلاق الحميدة والصادقة مع موكليهم ومن يستشيرونهم.
ويستمر المؤتمر السادس ثلاثة أيام متتالية، يتم خلالها مناقشة تقارير سير الأداء من قبل الجمعية العمومية (أعضاء النقابة) وإعادة انتخاب قيادة النقابة بطريقة الاقتراع السري.