"وعد الحر دين عليه" هكذا يصف العرب كرام الناس وأحرارهم. وهنا نُذكّر صاحبة الجلالة، نقابة المهن (بنت الحاكم) بالوعد الذي قطعته على نفسها حينما أصدرت بيانها (الحامي) في شهر ديسمبر من العام 2008 حينما زفت إلى الموجهين والموجهات بشرى وصول الدفعة الأولى من طبيعة العمل، وفي البيان نفسه طمأنتهم بصرف الدفعة الثانية من طبيعة العمل (12 شهر) المصادرة من قبل وزارة المالية، ووعدت بصرفها خلال النصف الأول من العام 2009، وهذا النصف الأول (خلّص يا نقابة) وبرغم أن نقابة الحاكم ترتدي دائماً ثوب الإنجاز الذي لم يكن لها فيه "لا نقابة ولا جمل"، فهي لم تطالب حتى يوماً بالحقوق، بل تنبري مدافعة عن الحكومة (راجع بيان النقابة عام 98) وهي تعرف من كان السبب في متابعة صرف هذا الجزء من الحقوق، واستصدار فتوى الخدمة المدنية برقم (2406) وتاريخ 29/2008. غير أن النقابة المذكورة بتعاونها مع والدها (الحاكم) سطرت إنجازاً باستقطاع 12 شهراً من طبيعة العمل، أي ما يقارب مبلغ مائة ألف ريال عن كل موجه وموجهة (والحساب على أبو...)، والمهم وعدت وصدق الشاعر: وعدت وكان الخلف منك سجيةً مواعيد عرقوب أخاه بيثرب
"حبل الكذب قصير" ومن تغدّى بكذبة ما تعشّى بها" ونتحدى النقابة بعد فوات موعدها المضروب بنهاية شهر يونيو 2009، أن توجه ولو رسالة عتاب إلى مجلس الوزراء، أو حتى بياناً تعبر فيه عن أسفها وتدعو إلى فعاليات احتجاجية، ولن تفعل، لأن من لا يملك قراره لا يستطيع أن يخرج من "بيت الطاعة"، بل لا يستطيع أن يرفع صوته في حضرة الوالي: فقط هو الحر الذي يحترم كلامه ووعده ولا يهدأ له بال حتى ينجز ما وعد، أما العبد المملوك "فأينما توجهه لا يأت بخير". وللمعلمين والموجهين أن يعرفوا من يقف مع حقوقهم ومصالحهم، ولو صدقت تلك النقابة أنها راعية الحقوق لقدمت قياداتها استقالة جماعية احتجاجاً على هذا الموقف المحرج والمخزي لكن لن تستطيع. لكن الموجهين والموجهات صبروا (وسايروا الكذب حتى تجاوزوا باب البيت، فماذا بعد الباب)! أصبحت عنتريات صاحبة الجلالة، نقابة المهن (الحاكم) مجرد سراب، وكنا نتمنى أن تصدق ولو مرة واحدة.