قال الرئيس علي عبد الله صالح أن من يقف وراء الإعمال الإجرامية يسعون إلى جر القوات المسلحة والأمن إلى صدام مسلح مع أبناء الوطن، لكن أكد " نحن حريصون على عدم الانجرار وراء ذلك ". وأضاف في كلمة صباح اليوم السبت أمام الملتقى الشبابي لأبناء ردفان المنعقد بصنعاء "أن الشرفاء والمخلصين للثورة اليمنية 26سبتمبر و14اكتوبر وال22 من مايو سيواجهون هذه الأعمال التي أدت إلى مقتل ثلاثة مواطنين واستهدفت عسكريين في بعض مناطق محافظة لحج" .
ووصف الرئيس مرتكبي الحادث الذي وقع بالأمس في "حبيل جبر" بردفان بأنهم يمثلون "الأصوات النشاز" التي قد تتواجد في أي مكان . مضيفاً " أن الجناة أرادوا من خلال ارتكابهم هذه الجريمة الإساءة إلى أبناء ردفان, ونخن نقول أبناء ردفان هم ثوار سبتمبر و أكتوبر و22 مايو العظيم ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نشك بهم"
وأكد أن العناصر "الحاقدة" على الوحدة من الانفصاليين و"المأزومين" ليسوا من ردفان أو من الضالع أو أبين أو لحج فقط, ولكن قد نجدهم في صعده أو صنعاء أو في غيرها من المحافظات الشمالية والغربية ". وتابع قائلا :" هناك انفصاليون ومأزومون موجودون في المحافظات الشمالية و الغربية لا لشيء وانما حسدا وغيره من هذا المنجز العظيم الذي تحقق يوم 22 مايو 90, أكثر ممن يقودون ما يسمونه الحراك في الحبيلين او في حبيل جبر ، وهم موجودون في العاصمة يقودون الانفصاليين وهم مازومون أكثر من المأزومين في حبيل جبر أو الحبيلين او في الملاح ".
وقال "لن نسمح بانجرار الوطن إلى المخططات التآمرية التي رسمها من وصفهم ب "الحاقدون والمأجورن" لإذكاء نار الفتن والصراع بين أبناء الوطن الواحد".
وكان الرئيس قد حذر أكثر من مرة إلى وجود مخططات لتقسيم اليمن إلى دويلات عدة وفق مخطط خارجي لكنه لم يشر الى الدول التي تتبني ذلك المخطط. وقال، في إشارة الى ذلك، "هم أعدوا هذه المخططات كم أعدوها قبيل فتنة محاولة الانفصال في صيف 1994، ويحاولون الآن إعادة الكرة من جديد، ومن يقف وراء هذه التأمرات هي نفس الوجوه والشخصيات التي تورطت في فتنة صيف 1994".
وأردف " نحن ندرك ونعي ما يحاك من مؤامرات ضد الوطن وأمنه واستقراره وتنميته من قبل عناصر حاقدة ومأجورة حسدا وغيرة مما تحقق للوطن من منجزات تنموية رائدة في عهد وحدته المباركة". مشيراً إلى أن أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية "كانوا وسيظلون وحدويين، وهم من سعوا من أجل إعادة تحقيق وحدة الوطن" مشيرا الى أن شعارهم كان واضحا "تنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية".
وشدد الرئيس على أهمية الآمال المعلقة على الشباب للإسهام بفاعلية في تعزيز مسيرة التنمية في الوطن باعتبارهم عماد الحاضر وأمل المستقبل. واستطرد قائلا :" أثق ثقة مطلقة بان ما يحدث من أعمال خارجة عن الدستور والقانون في بعض المناطق, انما هي نتاج لأصوات نشاز لحاقدين ومأزومين ".
وكان قد تظاهر الآلاف صباح اليوم السبت في منطقة ردفان تنديداً بحادثة مقتل ثلاثة أشخاص يعملون في حبيل جبر على يد مسلحين قالت المصادر الأمنية أنهم يتبعون الحراك الجنوبي، لكن الحراك نفى ذلك . وكان قد عُثر على جثث ثلاثة أشخاص هم حميد سعيد القباطي ونجله يوسف وصهره خالد ،فيما أصيب نجله الآخر ياسين ، في أحد شعاب منطقة العسكرية بحبيل جبر ، ووقع الحادث بينما كان متجه من حبيل جبر الى منطقة العسكرية. وانتقد الرئيس صالح من يطالب بالإصلاحات، وقال " أما الذين يتحدثون اليوم عن الاصلاحات فعليهم أولا إصلاح أنفسهم لأنهم غير صالحين وفاسدين ومبتزين وكذابين" .
وخاطب الرئيس الشباب قائلا ": الوطن أمانة في اعناقكم واعناقنا جميعاً ". وأضاف " في ظل يمن ال22 من مايو أي منذ أكثر من 19 عاماً مضت في عهد الوحدة المباركة كفلت الحقوق والحريات وسلمت الأعراض والدماء , حيث لم تسفك قطرة دم باستثناء ماحدث في فتنة صيف 1994م, والتي أوصلت الوطن إليها عناصر الردة ومحاولة الإنفصال ".
وقال الرئيس :" الحمدلله تمكنا من تجاوز تلك الفتنة, بعد أن أعلنا العفو العام ورحبنا بإخواننا المغرر بهم, وأنا كنت تحدثت معهم آنذاك ومنهم من ابناء ردفان والضالع وقلت لهم في احداث 94 أنتم ستكونون ك( حجر السائلة ) في هذه الفتنة, وسيستخدمونكم ويرحلون, وفعلاً فروا ورحلوا".
وأشار إلى أن الدولة عالجت أوضاع المنقطعين والمتقاعدين من ضباط وأفراد القوات المسلحة والأمن وهي حريصة على معالجة أوضاع أي ضابط أو فرد لم تشملهم تلك المعالجات . وقال :" نقول لمن لم تشملهم المعالجات من العسكريين بمافيهم المتواجدين في ردفان والضالع تعالوا مرحباً بكم فانتم ابناؤنا, ابناء المؤسسة العسكرية والأمنية, تعالوا ونحن حريصون على معالجة أوضاعكم :" وأضاف :" نحن حريصون على معالجة قضايا وأوضاع الجميع بمافي ذلك أوضاع السياسيين عدى الذين باعوا الوطن واستلموا ثمن مؤامرتهم والحقوا خسائر وأضرارا فادحة بالاقتصاد الوطني تقدر ب 11 مليار دولار فضلا عن عدد كبير من القتلى والجرحى قبل أن يفروا هاربين بعد أن تصدى أبناء شعبنا ببسالة لإحباط مؤامرتهم وفتنتهم الإنفصالية ".
وتابع قائلا :" هم فروا كما توقعت في خطاب القيته أثناء حرب الدفاع عن الوحدة والشرعية الدستورية, حيث قلت ان بعضهم سيهربون عبر شروره وأخرون عن طريق المهرة إلى عمان والجزء الآخر عبر البحر الى جيبوتي .. وبالفعل هذا ماحدث وفروا هاربين لأنهم لم يكن لديهم مشروع كما هو مشروعنا الوطني ".
وقال الأخ الرئيس :" نحن شعب ومجتمع واحد, لسنا قطرين ويجب أن يعي من يحاولون تزييف حقائق التاريخ والجغرافيا هذه الرسالة فنحن شعب واحد لا شعبيين, قطر واحد لا قطرين, حتى لا نكون أغبياء في التاريخ كما هو الحال في السياسة ".
وأضاف :" هم يبحثون عن نفوذ وعن مصالح وعن كراسي, ونحن نقول لهم تريدون السلطة تريدون الكراسي , فليس من خيار أمامكم سوى النضال الديمقراطي السلمي والتنافس الشريف بالبرامج للفوز بثقة الشعب عبر صناديق الإقتراع بما يكفل لكم الوصول سواء إلى السلطة المحلية أو المجلس النيابي او رئاسة الجمهورية ".