توجه العاهل السعودي الملك عبد الله الى الولاياتالمتحدة للعلاج يوم الاثنين وعاد ولي العهد الامير سلطان من الخارج على عجل لتولي ادارة شؤون الدولة. وتحرص السعودية على أن تظهر لحلفائها في واشنطن وغيرها أنها لن تتعرض لفراغ في السلطة لكن السؤال أيكون من سيتولى اصلاحيا أم محافظا سيظل مبعث قلق.
وطلب الملك عبد الله الذي يعتقد أنه يبلغ من العمر 86 أو 87 عاما من ولي العهد الامير سلطان العودة من المغرب لادارة شؤون البلاد في غيابه.
وقالت وكالة الانباء السعودية الرسمية ان الملك عبد الله يتوجه الى الولاياتالمتحدة للعلاج بعد أن أصيب بتجمع دموي ضاعف من الام انزلاق غضروفي عانى منه. ولم تذكر الوكالة متى سيعود الملك.
وقد تجاوز الملك عبد الله والامير سلطان الثمانين كلاهما ومن ثم تتردد تكهنات باحتمال أن يتولى وزير الداخلية المحافظ الامير نايف الذي يصغرهما (76 عاما) ادارة شؤون البلاد في وقت ما في المستقبل القريب.
ويقول دبلوماسيون ان الامير سلطان الذي يشغل كذلك منصب وزير الدفاع ويعاني من مشاكل صحية كبيرة حد من نشاطه بدرجة كبيرة خلال فترة النقاهة التي قضاها في المغرب.
وعين الملك عبد الله أخاه غير الشقيق الامير نايف نائبا ثانيا لرئيس الوزراء في عام 2009 في خطوة يقول محللون انها تضمن قيادة البلاد في حالة تعرض الملك وولي العهد لمشاكل صحية خطيرة وتحسن فرص الامير نايف في تولى العرش ذات يوم.
ويقول دبلوماسيون في الرياض ان الحكومات الغربية التي تشعر بالقلق بخصوص مصير الاصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي دفع بها الملك عبد الله قدما تتحفظ على صعود الامير نايف للحكم اذ انه يعتبر محافظا على المستوى الديني والاجتماعي.
ونفي نايف لفترة طويلة أن تكون هجمات 11 سبتمبر أيلول على الولاياتالمتحدة في عام 2001 نفذها سعوديون أو أن تكون من تدبير تنظيم القاعدة قائلا انها من تدبير أنصار اسرائيل. وينظر اليه على أنه من المقربين من المؤسسة الدينية السعودية التي تحملها واشنطن المسؤولية عن تشجيع أفكار تروج للتعصب والتطرف.
وللسعودية أهمية محورية بالنسبة الى الجهود الدولية لمحاربة التشدد الاسلامي. وتريد واشنطن من الرياض أن تواصل الاصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي بدأها الملك عبد الله والتي تعتبر حيوية بعد أن نفذت مجموعة أغلب أفرادها سعوديون هجمات 11 سبتمبر.
لكن الغموض ما زال يحيط بالوضع الصحي الفعلي لكل من الملك عبد الله والامير سلطان وما سيحدث لسياسات الملك عبد الله. ويقول دبلوماسيون ان الغموض يحيط بالحالة الصحية للملك عبد الله منذ أن ألغى زيارة لفرنسا في يوليو تموز.
وتنم سلسلة بيانات رسمية صدرت على مدى الاسبوع الاخير بخصوص صحة الملك عن رغبة في طمأنة واشنطن على أن سيطرة الاسرة الحاكمة على زمام الامور محكمة حتى في الاوقات الصعبة.
وكانت تغطية الاعلام الرسمي لعودة الامير سلطان على عجل بعد عطلة مدتها ثلاثة أشهر في المغرب أضيق نطاقا مما شهدته عودته قبل عام من رحلة علاج من مشاكل صحية لم يتم الكشف عنها. واستقبل ولي العهد وهو اخ غير شقيق للملك يصغره ببضع سنوات برقصة السيوف انذاك.
وعرض التلفزيون السعودي لقطات للامير سلطان في المطار حيث كان في استقباله حشد من أمراء الاسرة الحاكمة الذين قد يتعين عليهم قريبا خوض اختبار ادارة نقل السلطة بطريقة منظمة. ولم يحضر الملك عبد الله.
وكبار الامراء في ترتيب الحكم بالعائلة الحاكمة كلهم في السبعينات أو الثمانينات وستظل أسرة ال سعود التي تحكم المملكة منذ تأسيسها عام 1932 تحكم بترتيب الامراء ما لم تعمل على تصعيد بعض الامراء الاحدث سنا.
وتسعي وسائل الاعلام الرسمية لابراز وحدة الاسرة ومع ذلك يظل التوتر قائما بين كبار الامراء بشأن من سيتولى زمام الامور في البلاد وبشأن ضمان المناصب لابنائهم في المستقبل.
وحكام المملكة حتى الان من أبناء مؤسسها الملك عبد العزيز ويريد كثير من سكانها البالغ عددهم 18 مليون نسمة أن يروا السلطة تنتقل لجيل أصغر. من أسماء الشريف