قال مصدر في جماعة الاخوان المسلمين المصرية يوم الاربعاء إن الجماعة ستقاطع الجولة الثانية من انتخابات مجلس الشعب المصري المزمع اجراؤها يوم الاحد المقبل واصفا الجولة الاولى بأنها "زورت". وأفادت جماعة الاخوان يوم الثلاثاء أنها ربما تنسحب من الانتخابات بعد فشل مرشحيها في الفوز بأي مقعد في الجولة الاولى من الانتخابات التي اجريت يوم الاحد والتي قالت الجماعة انها زورت لمصلحة الحزب الوطني الديمقراطي الذي يتزعمه الرئيس حسني مبارك.
وقال رئيس القسم السياسي في جماعة الإخوان المسلمين المصرية قوله إن مناقشة احتمال الانسحاب من الجولة الثانية يعود إلى أن مجلس الشعب الجديد لن يكون معبرا عن الإخوان، ولأن عدد النواب الذي قد يمثل الجماعة في البرلمان لن يكون قادرا على حمل رسالة الجماعة.
يشار إلى أن الجماعة كانت قد أعلنت في وقت سابق أن 26 من مرشحيها تأهلوا لخوض الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية التي ستجري يوم الأحد المقبل، مع الإشارة إلى أن الجماعة تدفع مرشحيها للانتخابات بصفتهم مستقلين بسبب الحظر المفروض على نشاطها السياسي.
ويأتي قرار الجماعة بدراسة عدم مشاركتها في جولة الإعادة بينما تواصل اللجنة العليا للانتخابات إعلان النتائج تباعا، التي تشير إلى أن مرشحي الحزب الوطني -وفقا للنتائج التي أعلنت حتى أمس الثلاثاء- حققوا الفوز ب209 مقاعد من أصل 508 في الجولة الأولى، بينما لم تستطع المعارضة الفوز سوى بخمسة مقاعد، وسبعة للمستقلين.
وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين -التي كانت تهمين على 88 مقعدا في البرلمان المنتهية ولايته- عدم فوز أي من مرشحيها في الجولة الأولى، في حين قالت متحدثة باسم حزب الوفد إن الحزب فاز بثلاثة مقاعد وليس ستة كما أعلن في وقت سابق، وإن تسعة مرشحين عن الحزب سيخوضون انتخابات الإعادة التي ستتم المنافسة فيها على 287 مقعدا.
وشكك العديد من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية وأحزاب المعارضة في نزاهة الانتخابات بسبب التجاوزات الخطيرة التي وصلت حد التلاعب ببطاقات الاقتراع وفرض مرشحي الحزب الحاكم بالقوة.
كما شككت جماعات حقوق الإنسان في نسبة المشاركة الشعبية التي قالت اللجنة العليا للانتخابات إنها بلغت 35%، مشيرة إلى أن النسبة الحقيقية لم تتعد نصف هذه النسبة المعلنة في معظم أنحاء البلاد.
يذكر أن الحزب الوطني قدم أكثر من 800 مرشح في الانتخابات البرلمانية مقابل 130 مرشحا من الإخوان، بعد إبطال ترشيح العشرات من مرشحي الجماعة الآخرين لأسباب متعددة، واعتقال العديد من أنصار الجماعة خلال الأيام القليلة التي سبقت انطلاق الانتخابات.