اكتسح الحزب الوطني الحاكم في مصر الجولة الأولى للانتخابات البرلمانية التي جرت الأحد الماضي، بينما فشلت جماعة الإخوان المسلمين التي تمثل نحو عشرين بالمئة من مقاعد البرلمان المنتهية ولايته، في الحصول على أي مقاعد. وأظهرت النتائج الرسمية التي أعلنتها اللجنة للانتخابات حصول الحزب الوطني على 209 مقاعد من إجمالي 221 مقعداً تم حسمها خلال الجولة الأولى للانتخابات. بينما لم تستطع المعارضة الفوز إلا بخمسة مقاعد وسبعة للمستقلين. وبذلك يكون الحزب الوطني الحاكم قد فاز بنحو 95% من المقاعد المحسومة في الجولة الأولى. وفاز حزب الوفد الليبرالي بمقعدين، وحزب التجمع اليساري بمقعد واحد، كما حصل كل من حزبي الغد (الجناح المنشق عن المعارض أيمن نور) والعدالة الاجتماعية على مقعد واحد، فاز سبعة مرشحين مستقلين. وستجري الجولة الثانية للانتخابات الأحد المقبل على 287 مقعداً يتنافس على معظمها مرشحون من الحزب الوطني الذي خاض الانتخابات بنحو 800 مرشح من بينهم إثنان وأحياناً ثلاثة أو أربعة تنافسوا على مقعد واحد في العديد من الدوائر. وأعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات، رئيس محكمة استئناف القاهرة، سيد عبدالعزيز عمر أن نسبة المشاركة في الجولة الأولي للانتخابات بلغت قرابة 35%. وأكد المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات سامح الكاشف في مؤتمر صحافي أن اللجنة رصدت بعض التجاوزات، ولكن "هذه التجاوزات لم تؤثر على نزاهة الجولة الأولى للانتخابات". وأضاف أن اللجنة اكتشفت بعض محاولات التزوير في صناديق الاقتراع إلا أنها "ترفض رفضا قاطعاً أي إدعاء بأن التجاوزات كانت هي الطابع الغالب في جميع صناديق الاقتراع". الى ذلك أعلن حزب الوفد وجماعة الإخوان المسلمين المعارضان انسحابهما من جولة الإعادة في الانتخابات العامة المصرية المقرر إجراؤها الأحد المقبل. ونقلت رويترز عن مصدر بجماعة الإخوان التي لم تفز بأي مقعد في الجولة الأولى من الانتخابات، قوله إن قرار الانسحاب جاء نتيجة ما شاب تلك العملية من "تزوير وتجاوزات". في السياق ذاته قال حزب الوفد في بيان "أعلنت الهيئة العليا لحزب الوفد انسحابها من انتخابات الإعادة". ومن جهته قال الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم صفوت الشريف إن التاريخ سيسجل انتخابات مجلس الشعب الحالية بنزاهتها وشفافيتها، وبمواجهة الحزب لما وصفه بالتنظيم غير الشرعي الذي لم يحقق أي قدرة على الفوز في المرحلة الأولى للانتخابات. ورأى في مؤتمر صحفي أن الانتخابات كانت حرة ومحايدة وشفافة، وذلك بشهادة أرقام التصويت التي تم تسجيلها على حد تعبيره. من جهته قال أمين التنظيم في الحزب الحاكم أحمد عز إن عنوان الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية هو إسقاط حزبه للتنظيم المحظور، في إشارة منه إلى جماعة الإخوان المسلمين. وأرجع عز خلال المؤتمر الصحفي خسارة منافسي حزبه إلى ما وصفها بحسن قراءة الحزب للدوائر والترشيح الثنائي. يذكر أن الحزب الوطني قدم أكثر من 800 مرشح في الانتخابات البرلمانية مقابل 130 مرشحا من الإخوان، بعد إبطال ترشيح العشرات من مرشحي الجماعة الآخرين لأسباب متعددة، واعتقال العديد من أنصار الجماعة خلال الأيام القليلة التي سبقت انطلاق الانتخابات. وكانت جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر تمكنت في الانتخابات الماضية عام 2005 من الفوز بخُمس مقاعد مجلس الشعب. وكالات