يواصل جوليان أسانج معركته وتصديه للهجمات التي تستهدف موقعه الإلكتروني الشهير "ويكيليكس" من قصر قروي كبير في وسط الريف الإنكليزي الذي تكسوه الثلوج، وذلك بعد إطلاق سراحه المشروط من السجن اللندني الذي أمضى فيه وقتاً قصيراً. وخلال نزهة خارج قصر الينغهام هول الريفي الفخم، الذي يستضيفه فيه أحد أصدقائه، ندد أسانج بحلول شكل جديد من أشكال "المكارثية" المالية في الولاياتالمتحدة, بعدما أعلن "بنك أوف أمريكا" وقف كل التحويلات المالية لموقع "ويكيليكس".
وقارن أسانج ذلك بحملة المطاردة التي أطلقها السيناتور جوزف مكارثي ضد الشيوعيين في خمسينات القرن الماضي.
وجاء قرار "بنك أوف أمريكا" بمقاطعة موقع "ويكيليكس" في الوقت الذي يستعد فيه الأخير للكشف عن وثائق تتعلق بالنظام المالي الأمريكي.
تغيير في العادات وقد شهدت عادات أسانج اليومية تغيراً جذرياً منذ وصوله الى القصر الريفي الكبير ذي التصميم المعماري الجورجي، الذي يخرج منه يومياً وسط عدسات كاميرات وسائل الإعلام للتوجه الى مركز الشرطة.
وقال فوغان سميث، مضيف أسانج وهو عسكري سابق تحول الى الصحافة الحربية: "إن أسانج يعمل لكنني لا أقف فوق رأسه لرؤية ما الذي يفعله. فأنا مضيفه ولست حارس سجنه".
ويرى سميث، الذي تبلغ مساحة مزرعته 240 هكتاراً، وتتضمن حوضاً لتربية الاسماك ومزرعة للطيور لمسابقات الصيد الخاصة، أن براءة ضيفه ليست موضع شك. وتطالب السويد بتسليم أسانج المتهم في هذا البلد في قضية اعتداء جنسي.
وقد اختار سميث استضافة أسانج، الذي أصبح العدو الاول للولايات المتحدة بعد أن نشر موقعه برقيات دبلوماسية امريكية محرجة للولايات المتحدة، إيماناً منه بعدالة معركته. وقال "أسانج فتح نافذة ستغير العالم. الناس تزداد مطالبة للحكومات بشفافية أكبر، والنتيجة هي أن العالم يمكن ان يصبح أفضل".
ويقيم أسانج في هذه المزرعة مع حفنة من الأصدقاء بينهم المتحدث باسم ويكيليكس كريستن هرافنسون.
وقبل اجتيازه بوابة مركز الشرطة، حيث يتعين عليه التوجه يومياً في إطار إطلاق سراحه المشروط، سمح أسانج الذي تخط شعره الابيض بضع خصلات بنية لبعض المصورين بالتقاط صور له. وقال للمراسلين الصحافيين "نحن منظمة صلبة. فخلال حبسي في زنزانة انفرادية واصلنا النشر (الوثائق) يومياً وهذا لن يتغير". قبل ان يستقل سيارة سياحية سوداء.