من قصر قروي كبير في وسط الريف الانكليزي الذي تكسوه الثلوج، يواصل جوليان اسانج نشاط معركته وتصديه للهجمات التي تستهدف موقعه "ويكيليكس" وذلك بعد إطلاق سراحه المشروط من السجن اللندني الذي أمضى فيه وقتا قصيرا. وخلال نزهة خارج قصر "الينغهام هول" الريفي الفخم الذي يستضيفه فيه احد أصدقائه، ندد هذا الاسترالي ب"شكل جديد من أشكال المكارثية المالية في الولاياتالمتحدة". وكان اسانج يقصد بهذه الإشارة حملة المطاردة التي أطلقها السناتور جوزف مكارثي ضد الشيوعيين في خمسينات القرن الماضي، "بنك اوف اميركا" الذي أعلن وقف كل التعاملات المالية المتعلقة بموقع "ويكيليكس". وقد جاء هذا القرار في الوقت الذي يستعد فيه الموقع الذي أسسه اسانج والمتخصص في نشر التقارير السرية، للكشف عن وثائق تتعلق بالنظام المالي. وأدلى أسانج بهذا الحديث للصحافيين بعد أن وصل إلى مركز شرطة بيكليس الذي يبعد نحو عشرة كلم عن الينغهام هول. وقبل اجتيازه بوابة مركز الشرطة، حيث يتعين عليه التوجه يوميا في إطار إطلاق سراحه المشروط، سمح اسانج - الذي تخطّ شعره الأبيض بضع خصلات بنية- لبعض المصورين بالتقاط صور له. وقال للمراسلين: "نحن منظمة صلبة. فخلال حبسي في زنزانة انفرادية واصلنا النشر (الوثائق) يوميا وهذا شيء لن يتغير!"، قبل ان يستقل سيارة سياحية سوداء. وتطالب السويد بتسلم اسانج المتهم في هذا البلد في قضية اعتداء جنسي. ونشرت صحيفة بريطانية تفاصيل محددة لأول مرة عن طبيعة الإدعاءات الجنسية التي قدمتها سيدتان سويديتان ضد أسانج. ولم توجه إتهامات بعد إلى أسانج في القضيتين الخاصتين بسوء التصرفات الجنسية والاغتصاب، لكن السلطات تريده أن يرد على أسئلة وضعها المدعي السويدي. وتتهم السيدة أيه أسانج بأنه مارس معها الجنس بعد أن مزق الواقي و فعل ذلك عمدا وإنه قام بالقذف داخلها. وينفي أسانج إنه مزق الواقي أو أدرك أنه تمزق. ونفى أسانج قيامه بأي تجاوزات، ووصف محاميه مارك ستيفنس الإتهامات بأنها "فخ جنسي".