أصبح بطلا لأمريكا في الملاكمة وفتح ناديا في أحد الشوارع الرئيسية بمدينة نيويورك وهو لم يكمل بعد الحادية والعشرين من العمر. صدام علي، أصبح كثير من الأمريكيين يعرفونه بطلاً لأمريكا في الملاكمة ويمثل أمريكا في المباريات العالمية كان آخرها في الصين ويفوز في كل المباريات التي يشارك فيها، يضيف والده بزهو: "صدام لم يهزم في أي مباراة منذ بدأ الملاكمة".
اسمه الأصلي صدام محمود الزنداني، وأصبح يعرف لدى الأمريكيين ومحبي الملاكمة باسم "صدام علي" ويعزي مقربون منه أن اختيار أقاربه ومدربيه لهذا الاسم هو بغرض اختيار اسم رياضي سهل على المشجعين.
يقول صدام الذي التقيناه في صالة التدريب التابعة له أنه بدأ الملاكمة وعمره 12 سنة وكان يعشق هذه الرياضة منذ تابع بطل العالم في الملاكمة نسيم حميد.. يضيف باللغة الإنجليزية: "تابعت نسيم على التلفاز عندما كان يواجه خصومه ويفوز، أعجبت بنسيم وأعجبت برياضة الملاكمة ودفعني هذا الإعجاب إلى التوجه لاكتساب مهارة الملاكمة وعمري 8 سنوات وبدأت أخوض مباريات حين بلغت الثانية عشرة وطوال الفترة الماضية وأنا أفوز بكل المباريات. ولم يصل السادسة عشرة إلا وهو بطل لأمريكا.
لقي التشجيع من والده وأقاربه رغم شعور أمه بالخوف من هذه الرياضة الخطيرة، ويقول إنها وأخواته تتابع مبارياته عبر التلفاز وتظل متوترة حتى النهاية وتشعر بالفخر نهاية كل مباراة عندما يسقط خصم صدام على الحلبة.
الآن وصل وزن صدام 61 كجم وهو بطل أمريكا للملاكمة في هذا الوزن وسيمثلها في المباريات على مستوى أمريكا الشمالية.
يتسابق صدام مع والده على الإجابة على أسئلتي عن مسيرة صدام الذي يزين جدار النادي بمقابلات أجريت معه ونشرتها أبرز الصحف الأمريكية، لكنه يقول إنه سعيد بهذه المقابلة التي ستقدمه للشباب ومحبي الرياضة في بلده الأصلي اليمن الذي يقول إنه يحبه رغم أنه لم يعرفه.
وردا على سؤالي عما إذا كان انحداره من أبوين يمنيين يشكل مشكلة له كبطل رياضي أمريكي؟ ينفي ذلك ويضيف: "بالعكس أنا أشعر بالفخر أنني يمني وهذا لا يتعارض مع أنني أمريكي وأحب بلدي أمريكا كما أحب بلدي الأصلي اليمن، ولم يحدث أن أعاق ذلك تقدمي".
ويشير والد صدام الذي يعمل معه في نفس النادي إلى أن ولده صدام هو أول عربي يمثل أمريكا في الأولمبياد طوال تاريخ أمريكا، وأول واحد من نيويورك يتصدر على مستوى أمريكا منذ عام 1988م، ويؤكد أن عدد المباريات الاحترافية التي خاضها صدام 10 مباريات وفاز فيها كلها.
النادي الذي فتحه صدام هو أحد الثمار الأولى التي يجنيها مع عائلته من شهرته في هذا المجال حيث يكتظ بالمتدربين من مختلف الأعمار وخصوصا من الصغار، الذين جذبتهم شهرة صدام، ويدرب فيه صدام مع مدربه كما يستفيد منه كمكان يتدرب فيه.. ورغم هذا يقول صدام إنه لا يعتبر هدف بالنسبة له وإنما يطمح للوصول إلى لقب بطل العالم في الملاكمة، ويعلق: "المال ليس هدفا الآن لكن في المستقبل".
كان الفرح يبدو على الأب أكثر من الابن حيث يشعر الأب أن صدام هو الأمل في تحقيق حلم العائلة، وأصبح يرافق صدام في كل المباريات التي يسافر إليها داخل أمريكا وخارجها.
المدرب يتوقع لصدام مستقبلاً أفضل: "صدام الآن ينمو بشكل جيد ويكتسب حركات جيدة وفي كل مباراة يقدم أداءا أفضل.
الأب يبدي ثقة كبيرة في تقدم صدام وقدرته العالية على الإطاحة بالخصوم "لم أعد أشعر بالخوف على صدام لأني رافقته في كل حياته وحضرت حوالي 200 مباراة خاضها صدام وكل مرة ما حد يزيد عليه".
وعما إذا كان ينوي زيارة اليمن يقول صدام: "أنا مشتاق لأن أرى اليمن بلدي التي لم أعرفها لكن لن أزورها إلا بدعوة رسمية من الرئيس علي عبدالله صالح فأنا أرفع اسم اليمن"، ويشير صدام إلى الصورة المعلقة على الجدار والتي يظهر فيها في إحدى المباريات مرتديا العلم اليمني إلى جانب العلم الأمريكي, ويعلق: "تلقيت رسالة شكر من الرئيس بوش بعد أن فزت في أولمبياد الصين عام 2008 ورفعت اسم أمريكا".
سألت صدام لو أنك ولدت وعشت في اليمن هل تعتقد أنك ستكون بطلا في الملاكمة؟ يضحك صدام مندهشا: "وهل في اليمن ملاكمة؟". لم يكن يعرف تماما إذا كان في اليمن ملاكمة أم لا، لكنه لم يسمع بذلك من قبل، ويضيف: "لا أعتقد أن هذه الرياضة موجودة في اليمن وليس هناك تشجيع ولا مدربين".
يعبر عن سعادته بأنه أصبح في هذا المستوى "نسيم توقف وأنا سأواصل".. ويدعو حكومة بلده إلى الاهتمام بالرياضة وتشجيع الشباب على ممارسة الرياضة وتنمية مهاراتهم: "لو أن حكومتنا اهتمت بالرياضة بإمكانها أن تصنع نجوماً وتقدم اليمن للعالم".
صدام يعد واحدا من الجيل الثاني من اليمنيين الأمريكيين الذين استفادوا من الفرص في أمريكا وواصلوا الدراسة وشقوا طريقهم في المجتمع الأمريكي "أحب دراستي كثيرا والملاكمة" حيث أكمل الثانوية ويستعد للالتحاق بالجامعة حيث ينوي دراسة إدارة الأعمال.
وخالد بطل نيويورك: فوزي في الملاكمة حفزني للتفوق الدراسي
النجوم يتكاثرون بالتأثر، هكذا يبدو الأمر في أوساط الجالية اليمنية بأمريكا حيث أصبح محبو الملاكمة يتكاثرون فبعد أن فوجئنا بأن بطل أمريكا للملاكمة يمني كنا نتلقى معلومات من الأصدقاء في الجمعية اليمنية الأمريكية في نيويورك أن بطل نيويورك في الملاكمة يمني وحاز الكثير من الميداليات.
وفي بيت خالد محمد التويتي -15 سنة- كان والده وعمه يبذلون جهدا لترتيب الميداليات والأحزمة التي حصل عليها خلال الفترة الوجيزة بطريقة جيدة تمكن الكاميرا من التقاطها كاملة عن قرب.
خالد الفتى النحيل لا يزال في الصف الأول الثانوي، يتكلم العربية بمستوى ضعيف لكنه أفضل حالا من بطل أمريكا صدام الذي لا يكاد يفقه كلمات عربية معدودة فهما معا من مواليد أمريكا ولم يسبق لأي منهما زيارة اليمن.
كان خجله يغطي الزهو الذي توحي به عيناه وهو يتحدث إلي عن النجاحات التي حققها خلال الفترة الماضية وتسبق بكثير سني عمره القصير، حيث يعتبر إلى الآن بطل نيويورك في الملاكمة في وزن 58 كيلوجرام.
خالد متفوق دراسيا إلى جانب تفوقه في الملاكمة حيث مكنه تفوقه الدراسي من الحصول على منحة للدراسة الجامعية على حساب حكومة ولاية نيويورك في أي جامعة أمريكية يختارها بعد أن ينهي الثانوية.
"كلها نسيم حميد".. يعلق المغترب اليمني على انشداد الشباب اليمني في بلدان الاغتراب لرياضة الملاكمة، خاصة بعد أن انضم إلى حلبة الملاكمة الطفل سام سمير التويتي وهو ابن عم خالد ويعيشان في نفس البيت .
وهو ما يؤكده بطل نيويورك خالد التويتي: "كنت أتابع نسيم وتابعت أيضا صدام الزنداني ولهذا أحببت الملاكمة وبدأت أحقق فوز من هذا السن"، أبدى خالد دأب وإصراراً شديد على الانخراط في هذه الرياضة مواجها بذلك رفض والده "ظليت أحاول إقناع والدي لمدة سنتين لكنه رفض بعدها لجأت لعمي وطلبت منه أن يسجلني فشجعني وسجلني في النادي".
حقق خالد بطولة نيويورك وعمره اثناعشر عاما في وزنه حينها ويتدرج في الوزن محافظاً على الصدارة ويقول إن تحقيقه النجومية في الملاكمة حفزه لتحسين مستواه الدراسي.
يقف خالد في الصورة بجوار "بلومبرج" لحظة يحلم بها أي شاب في نيويورك بل في أمريكا كلها ممن يعرفون أهمية "بلومبرج" امبراطور الثروة وصاحب مجموعة بلومبرج الإعلامية التي كنت مزهوا بأنني زرتها، وتمكن بلومبرج من الفوز بمنصب حاكم نيويورك، والتقاه خالد كبطل نيويورك في الملاكمة وأحد المتفوقين دراسيا الذين استحقوا الفوز بمنحة دراسية. فكرة إلحاق الأولاد بالأندية الرياضية أصبحت محببة لدى الآباء من الشباب الذين فاتتهم الاستفادة من الفرص الجيدة المتاحة لهم في أمريكا وانصرفوا مبكرا من المدارس منضمين إلى أعمال يدوية وبالتالي فهم يحرصون على أن يحفظوا أبناءهم من الشوارع وينموا لديهم الطموحات ويعتقد سمير التويتي إلى أن بقاء الأولاد في الشوارع يفسد أخلاقهم ويقتل طموحاتهم ويجعلهم ينصرفون عن الدراسة مبكرا.
سام:أريد أن أكون بطلا للعالم لا مشكلة هناك ولا يشعر المقيمون في أمريكا أن شيئا ما يمكن أن يعيق طموحاتهم وبالتالي فلا مشكلة لدى سام -ذي العشر السنوات وبدأ يحصل على ميداليات في الملاكمة– أن يقول بثقة: "أريد أن أكون بطل العالم".
سام وزنه 30 كيلو جرام ويدرس في الصف الخامس الابتدائي، يبدي ارتياحا للتشجيع الذي يلقاه من أبيه، ويقول إن أمه تخاف عليه من الانخراط في هذه الرياضة لكنها تشجعه هي أيضا لأنها تريد أن ترى ابنها نجماً في المستقبل.