قالت الأممالمتحدة إن أكثر من 100 ألف جنوبي سوداني عادوا من الشمال إلى الجنوب خلال الشهرين الماضيين. كما توقعت المنظمة الدولية في تقرير أن يعود المزيد من الجنوبيين خلال الأيام المقبلة.
وتأتي عودة الجنوبيين بهذه الأعداد الكبيرة قبل أيام معدودة من الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب المقرر في 9 يناير/ كانون الثاني المقبل.
ويعتبر الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب أهم بنود اتفاق السلام الشامل الموقع بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال والحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب.
وعلى الرغم من أن الاتفاق الموقع عام 2005 -برعاية أمريكية وأفريقية- أنهى أكثر من عقدين من الحرب الأهلية، إلا أن العديد من القضايا لا تزال عالقة مثل ترسيم الحدود وتوزيع الديون ومنطقة أبيي الحدودية الغنية بالنفط.
تعهد شمالي وكانت الحكومة السودانية تعهدت في وقت سابق بضمان إدلاء الجنوبيين بأصواتهم بسلاسة ودون تعقيدات. لكن الحركة الشعبية أعربت عن مخاوفها من إقدام حزب المؤتمر الوطني على تزوير نتيجة الاستفتاء في شمال البلاد.
ويقول عادل محجوب موفد بي بي سي إلى جنوب السودان إن الأجواء في مدينة جوبا عاصمة الاقليم مهيئة للانفصال، حيث يتحدث الجميع عن قرب تحقيق "الاستقلال".
واشار موفد بي بي سي إلى مخاوف في جوبا من انتشار وباء الحمى الصفراء الذي انتقل من اوغندا المجاورة. وأضاف أن الأممالمتحدة ومنظمة الصحة العالمية تعملان على ألا يؤثر هذا الوباء على سير عمليات الاستفتاء المرتقبة.
مفاوضات دارفور في هذه الاثناء لا تزال أنباء انسحاب وفد الحكومة من مفاوضات الدوحة مع متمردي دارفور تلقي بظلالها على المشهد السياسي السوداني.
واعلن غازي صلاح الدين رئيس وفد الحكومة السودانية المفاوض في محادثات السلام الجارية في قطر الخميس أن الوفد سيغادر الدوحة اليوم الجمعة بسبب استفتاء تقرير مصير الجنوب وليس بسبب فشل المفاوضات.
ويأتي الإعلان عن مغادرة الوفد الحكومي بعد يوم من إعلان الرئيس السوداني عمر البشير ان السودان سينسحب من مباحثات السلام مع متمردي دارفور اذا لم يتم التوصل الى اتفاق خلال يوم الخميس.
ويقول موفد بي بي سي إلى الخرطوم لقمان أحمد إن الحكومة السودانية ربما تريد القيام ببعض التحركات الميدانية بعد الاستفتاء أو ربما وضع استراتيجية جديدة للسلام في دارفور.