أفادت منظمات الأممالمتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية أن عدد النازحين بسبب النزاع الدائر في صعدة شمال اليمن شهد ارتفاعا ملحوظا خلال الشهرين الماضيين، الشيء الذي أوصل العدد الإجمالي للنازحين إلى أكثر من 100,000 نازح. وقالت شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين" إن تحديث صادر في 24 يوليو عن مركز رصد النزوح أن "عدد النازحين ارتفع ببضعة آلاف خلال شهري يونيو ويوليو 2009 بسبب استمرار النزاع المتقطع...".
وفي هذا السياق، سجل برنامج الأغذية العالمي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين خلال شهر يونيو 2009 حوالي 5,000 نازح جديد، في حين يواصل برنامج الأغذية العالمي تسجيل 5,000 نازح إضافي، حسب مركز رصد النزوح.
وجاء في تقرير المركز أنه "على عكس المعلومات الكثيرة المتوفر حول النزوح الناجم عن الكوارث الطبيعية، فإن المعلومات عن النازحين بسبب النزاع في الشمال تبقى محدودة بسبب صعوبات الوصول وعدم استكمال عملية التحديد. ويسود اتفاق بين الأممالمتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية الدولية الأخرى على أن هناك حتى يوليو حوالي 100,000 شخص يعانون من النزوح". وأوضح التقرير أن المجموع الحقيقي للنازحين قد يكون أكثر بكثير.
وكان النزاع الدائر في صعدة بين القوات الحكومية والمتمردون الحوثيون والذي أودى بحياة المئات وشرد الآلاف قد بدأ عام 2004 واشتعل فتيله في مناسبات عديدة. وحتى يونيو 2009، كانت مديريات ساقين وحيدان ورازح وغمر بصعدة إما موضوع مواجهات أو تحت سيطرة الحوثيين، حسب مركز رصد النزوح. من جهتها، أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تحديث أصدرته في 24 يوليو عن عملها مع النازحين أن المواجهات أدت إلى موجات من النزوح في عدد من الدول بما فيها اليمن. كما توضح خريطة مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية للنزوح باليمن حتى 3 يوليو أنه بناء على أرقام التسجيل الصادرة عن جمعية الهلال الأحمر اليمني وبرنامج الأغذية العالمي، هناك حوالي 130,000 نازح في محافظة صعدة منهم حوالي 70,000 نازح داخل مدينة صعدة نفسها.
كما أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن حوالي 2,500 شخص نزحوا خلال آخر أسبوعين من يونيو. وأخبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في 16 يونيو أن تفاقم النزاع أدى إلى نزوح 3,500 شخص إلى مدينة صعدة.
ومن جهة أخرى، اتهم مصدر محلي مسئول في محافظة صعده إقدام عناصر الحوثي يوم الثلاثاء المنصرم على قتل أربع نساء وإصابة خامسة بجراح خطيرة في قرية الجرشة " ولد عامر " بمديرية غمر . ونقل موقع " 26سبتمبرنت " عن المصدر قوله أن عناصر الحوثي أقدموا على إطلاق الرصاص عليهن وقتلهن بدم بارد في عملية إعدام وحشية ترفضها وتستنكرها كل القيم الدينية والإنسانية والأخلاقية وتتقزز منها المشاعر الآدمية , كما قامت عناصر تابعة للحوثي بقتل أحد المواطنين الجرحى في منطقة رازح ويدعى عزيز يحي الفرح. وقالت مصادر موقع وزارة الدفاع اليمنية أن تلك العناصر كثيرا ما سعت لإثارة الفتنة في بعض مناطق مديريتي مجز وسحار وسطت على بعض مزارع المواطنين ونهب منتجاتها وتحويل عائداتها لصالحها ويطمعون للسطو وعلى المزيد من المزارع هذه الأيام من خلال إثارة الفتن, وأضافت إن سجل الحوثي وأتباعه حافل بمختلف الاعتداءات على المواطنين وفي مقدمتها القتل والخطف الذي طال عددا كبيرا من المواطنين والأجانب بينهم أطفال , حيث وصل عدد من استشهدوا من المواطنين الأبرياء منذ أكثر من عام إلى 300 شهيد و200 جريح إضافة إلى استشهاد 28 امرأة و18 مصابة وعشرة أطفال شهداء وتسعة جرحى , كما قام أتباع الحوثي خلال نفس الفترة باختطاف أكثر من 500 مواطن خلال نفس الفترة بينهم أطفال وكبار في السن ومعاقين واختطاف نساء وقتل جرحى وتشريد آلاف الأسر.