قالت مصادر مطلعة ل"المصدر أونلاين" إن حراسة أمين عام اللجنة التحضيرية للحوار الشيخ حميد الأحمر تعرضت لإطلاق نار منتصف ليل السبت بالعاصمة صنعاء. وذكرت المصادر إلى إن جماعة مسلحة تستقل سيارات حكومية أطلقت النار نحو حراسة الشيخ الأحمر أمام منزله بالعاصمة صنعاء بعد عملية ملاحقة وتعقب لسيارته أثناء عودته للمنزل مساء اليوم. ولاذ المسلحون بالفرار. في الغضون، استهجن الناطق الرسمي للجنة التحضيرية للحوار الوطني محمد الصبري حادثة إطلاق النار التي تعرضت لها حراسة الشيخ الأحمر واعتبر الصبري في بلاغ صحفي تلقاه المصدر أونلاين هذه الحادثة تطورا خطيرا في سياق حملة التحريض والتهديدالعلني والمبطن الذي قامت به السلطة وأجهزتها خلال اليومين الماضيين.
وأشار إلى إن الحادثة ترافقت مع محاولات أخرى أكثر خطورة تمثلت الليلة بكشف تعرض بعض المعتقلين من قبل أجهزة الأمن لعملية تعذيب بشعة على خلفية مشاركتهم في مظاهرات الخميس الماضي، في محاولة لانتزاع اعترافاً منهم بأن قيادات في المعارضة قامت بتمويلهم مادياً وتحريضهم على القيام بأعمال تخريبية في العاصمة صنعاء". وأكد الناطق الرسمي لتحضيرية الحوار الوطني "أن النزوح إلى الجرائم والقيام بمثل هذه الممارسات والسلوكيات، لم تعد مقاصدها خافية على احد وتتمثل بمحاولة إثارة الرعب والخوف وصرف أنظار الشعب اليمني نحو قضايا أمنية لدفعه إلى التخلي عن مطالبه في التغيير والإصلاح". وقال الناطق باسم اللجنة التحضيرية للحوار إن اللجنة ستعقد اجتماعا صباح غد الأحد للوقوف أمام هذا التطور الخطير في ما يخص إطلاق النار وتعذيب المعتقلين والمستجدات الأخرى على الساحة الوطنية وتتخذ إزاءها القرارات والمواقف اللازمة.
وفي وقت لاحق من مساء السبت، قال المكتب الإعلامي للشيخ حميد الأحمر إن أكثر من 30 شخصاً يستقلون سيارات تحمل لوحات حكومية أطلقوا وابلاً من الرصاص مستهدفين مرافقي الأحمر. وأشار المكتب الإعلامي في بلاغ صحافي تلقى المصدر أونلاين نسخة منه إلى إنه لم يصب أحد من مرافقي الأحمر بأذى، لكنه لم يستبعد أن وقوع إصابات من المارة جراء إطلاق النار من قبل المسلحين الذين هاجموا مرافقيه بالقرب من منزله. وجاء في البلاغ القول "إنه في حوالي الساعة التاسعة من مساء السبت 5 - 2 – 2011م، وعند عودة الشيخ حميد الأحمر إلى منزله من اجتماع اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، لاحظ مرافقوه وجود سيارة (نوع شاص) تحمل لوحة معدنية حكومية فيها شخصان تتعقبهم من شارع إلى آخر. وبعد وصول الشيخ حميد الأحمر إلى منزله اتجهت إحدى سياراته وعليها ثلاثة من مرافقيه إلى ناصية الشارع الذي يقع عليه المنزل للاستطلاع ، وعند وصولهم إلى ناصية الشارع وبجوار إحدى البقالات تم مباشرتهم بوابل من الرصاص الحي من قبل أكثر من 30 شخص كانوا متواجدين على متن سيارات تحمل لوحات حكومية". وأضاف إن الحادث "ألحق أضراراً بالغة على سيارة مرافقي الشيخ حميد فيما تمكن المرافقين من الخروج من السيارة والاحتماء بالمباني المجاورة" لافتاً إلى وصول عدد من الأطقم التابعة للأمن المركزي عقب الحادثة مباشرة إلى المكان الذي وقعت فيه. وأوضح أنه تم إبلاغ وزير الداخلية بالحادثة "ولا زلنا بانتظار نتائج التحقيقات عن هذا الاعتداء".
وتأتي حادثة إطلاق النار التي تعرضت لها حراسة الشيخ حميد الأحمر في وقت تتزايد حملة التحريض الرسمية ضده في أوساط العامة، لتمتد هذه الحملة إلى المعسكرات، وذلك على خلفية معارضته للنظام وتوجيهه انتقادات متواصلة ضد مساعي النظام لتوريث الحكم في البلاد. وتقود قيادات في السلطة ونواب في الحزب الحاكم هذه الحملة التحريضية فضلاً عن عناصر في المخابرات في محاولة انتقامية لتشويه سمعة الرجل الذي يقف بقوة ضد توريث الحكم. وفي هذا السياق، كان محافظ محافظة صنعاء نعمان دويد قد وجه شتائم للشيخ حميد الأحمر في مهرجان للحزب الحاكم أقيم بمحافظة صنعاء في وقت سابق. وإذ أن المحافظ قام بالاعتذار تالياً للشيح الأحمر عن طريق ما يعرف ب"التهجير القبلي"، إلا أن مصادر ذكرت أنه عاود توجيه شتائمه في محفل آخر. وكان الشيخ حميد الأحمر قد قال مساء الجمعة إن الرئيس علي عبدالله صالح لم يقدم أي تنازلات في خطابه الأخير، وأن ما قاله هو تراجع عن أخطاء ارتكبها من قبل. وأضاف في اجتماع تنسيقي مع منظمات المجتمع المدني إن حديث الرئيس صالح بعدم التوريث "يتناقض مع وجود الورثة بمناصب قيادية في مؤسسات الجيش والأمن"، مطالباً بإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية وإسناد رئاستها لشخصيات جنوبية، حتى يتحقق مبدأ الشراكة الوطنية.