لا يزال أحمد مهدي (طبيب) مرابطاً في ميدان التحرير بالقاهرة من بين عشرات الآلاف من المصريين الصامدين، مطالباً بإسقاط النظام المصري وتنحي الرئيس عن الحكم. ويستقبل أحمد يومياً في الصباح الباكر بالميدان زوجته وطفله أسامة المكتسي بعلم مصر وعليه شعار «امشي.. أنا مش حامشي» ليشاركوه فعاليات المظاهرات مع مئات الآلاف من المصريين قبل أن يودعوه مساءً ليعودوا صباح اليوم التالي.
ويشهد ميدان التحرير بمدينة القاهرة منذ ال25 من يناير ثورة شعبية عارمة لملايين المصريين، رافضين ما أسموه التحايل من قبل الرئيس بما أجراه من تغييرات وزارية جاءت بوجوه من نفس الطينة حسب وصفهم، ليتوحد مطلبهم برحيله، ولن يغادروا الميدان حتى يرحل.
وعلى الرغم من الرفض الرسمي للنظام في الاستجابة لمطالبهم إلا أن صمودهم وتمسكمهم بمطلبهم يزداد مع كل يوم يمر على وقفتهم.
أحمد عبدالمنعم الذي يحمل لافتة مكتوب عليها «أنا مصري .. أنا حر» قال ل«المصدر أونلاين» إن شباب 25 يناير أثبتوا أنهم شباب الثورة الحقيقية في مصر وماضون لتحقيقها، وهاهم شباب الفيس بوك والحركات الأخرى من الإخوان والمعارضة وكل شباب مصر في انتفاضة الثورة المصرية الحقيقية، ولن يتراجعوا حتى يسقط مبارك.
وأضاف أحمد أن وجودهم في ميدان التحرير لم يحدد بزمن وإنما بتحقيق هدف واحد لا يريدون سواه، و«أنصاف الثوراث مقابر للشعوب.. صامدون حتى تتحقق مطالبنا».
سحر متولي توعدت أيضاً بإيقاظ شمعة الحرية من ميدان التحرير لتعيش بكرامة وحرية وتجد لقمة عيشها دون إهانة ولا طوابير. وأضافت أن صمودهم وبقاءهم ضمان بأن لا يتم خيانتهم.
فتجد الفنانين والموهوبين والشعراء والرسامين وأطفالاً ومثقفين وممثلين مسيحيين ومسلمين احتشدوا للتعبير كل حسب طريقته للتنديد بالحكم في مصر والمطالبة بإسقاط النظام.
هكذا تحول ميدان التحرير لساحة للتعبير عن مطالب شعبية، والذي أقيمت في أركانه خيم عديدة وذهب البعض إلى ترقيم الخيم كوحدات سكنية، بما يوحي أنهم لن يتركوا مساكنهم الجديدة حتى تتحقق مطالبهم.
وللنساء دور كبير في هذه الثورة الشعبية، فهن من يوزعن الطعام والشاهي على المتظاهرين والمعتصمين في الميدان منذ أيام، وطبيبات متطوعات في المستشفيات المؤقتة والموزعة على أطراف الميدان التي يحميها المتظاهرون بدروع بشرية للحفاظ على ما بداخلها من مرضى ومصابين لتقديم الخدمات الطبية والإسعافات الأولية والاعتناء بمن أصيبوا في المواجهات مع أنصار مبارك الأسبوع الماضي، كما يعبرن عن مطالبهن كما هو الحال مع الشباب.
وسط هذا تجد الأجواء الكرنفالية والأهازيج من مختلف الثقافات المتنوعة المصرية تعبر عن رغبتهم المشتركة في إسقاط النظام، فيما قرر المتظاهرون تغيير ميدان التحرير إلى الشهداء تخليدا لذكرى شهداء الثورة المصرية التي انطلقت 25 يناير.
صور التقطتها عدسة المصدر أونلاين في ميدان التحرير بالقاهرة: