توسعت يوم الأربعاء نطاق الاحتجاجات والاعتصامات العمالية في مدينة عدن كبرى مدن جنوب اليمن لتشمل مرافق خدمية مختلفة في المدينة خرجت عن أطرها النقابية لتطالب رحيل من أسمتهم بالفاسدين. وشهد صباح المدينة أمطار غزيرة لم تثني المعتصمين من الخروج في مستشفى الجمهورية المركزي بالمدينة وشركة النفط الحكومية والمؤسسة العامة للمياه وقطاع المواصلات بالإضافة إلى اعتصام لعشرات العاطلين عن العمل في مديريتي المنصورة والتواهي للمطالبة بالتوظيف. وطالب عشرات من المعتصمين تجمعوا أمام بوابة مستشفى الجمهورية للمطالبة بإقالة رئيس مجلس إدارته جمال خدابش وعدد من المسؤولين فيه مرددين شعارات مختلفة لم تخرج عن كونها مطلبية بالإضافة إلى مطالب وظيفية دفعتهم للخروج بعيدا عن إطارهم النقابي . والتحقت اللجنة النقابية بالمعتصمين، وقال رئيس اللجنة النقابية علي محمد احمد ل"المصدر أونلاين" نحن مضطرون للوقوف أمام كل المطالب التي يفرضها العاملون بعد أن أصبنا باليأس في العمل النقابي. وأضاف "الآن سقف مطالبنا يفرضه العامل ونحن نتحرك لتحقيقه". وفي مرافق عدة تباينت مطالب المعتصمين بين تحسين ظروف المعيشة والعلاوات الشهرية والمطالبة بتنحية من وصفوهم بالفاسدين في هذه المؤسسات، غير أن اعتصام دعي إليه جماعة من العاطلين عن العمل من طالبي التوظيف بعدن رفع شعارات تطالب بالتغيير و تندد بالفساد في التوظيف. وشهدت الساحة الخارجية لشركة النفط اليمنية اعتصام مماثل نفذه العشرات من عمال الشركة، وتباينت فيه مطالب المحتجين بين تنحية مدير الشركة والمطالبة بشفافية وتحسين الأجور. ليتحول الاعتصام إلى المطالبة بتغيير النظام، وكثف الأمن تواجده بعيد حدوث شجار بين معتصمين وأحد العاملين. وذكر مصدر خاص ل"المصدر أونلاين" إن قيادات محلية سعت لتأجيج اعتصام في الشركة بعد رفضها توظيف أقارب قيادات ومحسوبين بطرق غير قانونية نشرها المصدر أونلاين في وقت سابق. غير أن معتصمين طالبوا بإقالة قيادة الشركة والمسؤول المالي فيها بسبب ما وصفوه ب"الفساد" الذي يمارسانه. وفي مؤسسة موانئ خليج عدن، تواصلت الاعتصامات في يومها الرابع على التوالي، وقررت اللجنة النقابة تصعيد احتجاجاتها بعد فشل وكيل المحافظة لتقريب وجهات النظر بين مدير المؤسسة والمحتجين المطالبين بعلاوات مخاطر وبدل تطبيب وشفافية في نفقات المسؤولين بالمؤسسة وإقالة رئيسها الحالي بن عيفان. على الصعيد نفسه، خرج العشرات من العاملين في المؤسسة العامة للمياه بمدينة كريتر منددين بعدد من المسؤولين في قيادة المؤسسة، وطالبوهم بالرحيل. وقال رئيس اللجنة النقابية بالمؤسسة منير الهمامي إن مطالب المحتجين لم تتعدى صرف العلاوات الشهرية التي قال إنها تأخرت مع بداية العام كما هو الحال في كل عام. حد قوله. وقال مصدر نقابي في الاتحاد العام لنقابات العمال بعدن، فضل عدم ذكر اسمه، ل"المصدر أونلاين" إن كثير من المطالب خرجت عن سيطرة اللجان العمالية في هذه المرافق ورفعت سقف المطالب لتشمل محاسبة فاسدين وتطالب برحيل الإدارات ومن يرونهم فاسدين وهي مؤشر كبير لوجود فساد متعاظم في المرافق الحكومية. على صعيد مماثل، ردد عشرات العاطلين عن العمل في ميدان الملكة فيكتوريا بمديرية التواهي عبارات، منددة بالفساد كما حملت مطالب بالتوظيف في الوقت الذي شهدت فيه مديريه المنصورة احد اكبر التجمعات السكانية في المحافظة خروجا للعشرات من الشباب، ورددوا شعارات تطالب بتغيير النظام في تطور لافت حيث لم تظهر النغمة الانفصالية وذلك تزامناً مع الاحتجاجات التي بدأها شباب في تعز وجامعة صنعاء. وقامت قوات الأمن بقمع المتظاهرين باستخدام الهروات والقنابل المسيلة للدموع، إلا أن محتجين حاولوا مراراً منذ الصباح الباكر العودة للتظاهر بعد كل عملية تفريق. وأكد رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في مدينة عدن عثمان كاكو ل"المصدر أونلاين" إن ما يحدث من اعتصامات في المرافق الخدمية يشكل ثورة عمالية زاحفة لتطهير اليمن من الفساد. وأضاف كاكو "الزحف العمالي يؤكد أهميته في ضرورة تطهير الشركات والمؤسسات والبيوت التجارية من الفساد الذي يسيء إلى اليمن ويهدد أمنه ويهدد وحدته العظيمة. حد قوله. وكانت الاعتصامات العمالية قد بدأت في مؤسسة الكهرباء وأدت إلى تنحية مديرها العام جلال ناشر في غضون الاسبوع الفائت.