أسفرت الاحتجاجات التي شهدتها مدينة عدن اليوم الأربعاء عن مقتل شخصين وإصابة نحو 25 آخرين برصاص قوات الأمن التي استخدمت الرصاص الحي وقنابل مسيلة للدموع لتفريق المحتجين المطالبين بتغيير النظام. وقال مراسل المصدر أونلاين نقلاً عن شهود عيان قوات الأمن أطلقت أعيرة نارية صوب متظاهرين في مدينة المنصورة ما أدى إلى إصابة شاب يدعى محمد علي العلواني قبل أن يتوفى في مستشفى النقيب متأثراً بجراحه، فيما لا يزال يخضع شاب آخر يدعى هاني عسكر للعلاج في العناية المركزة بالمستشفى ذاته. وتجددت اشتباكات بين محتجين مطالبين بتغيير النظام وقوات الأمن مع حلول مساء الأربعاء. وأكد شهود عيان ل"المصدر أونلاين" إن شخصاً أخر توفي بالقرب من مركز شرطة المنصورة بعدما اخترقت رقبته رصاصة أطلقها جنود من الأمن المركزي. وتواصلت الاشتباكات مع حلول المساء في بلك 12 وبلك 4 بمدينة المنصورة. وبعد هدوء حذر في المساء نصبت قوات الأمن نقاط تفتيش عل طول الطرق الرئيسية والمرتبطة بمدينة المنصورة. وأفاد مراسل المصدر أونلاين إن التشديدات الأمنية شملت انتشار مدرعات عسكرية في شوارع المنصورةبعدن. وكان والد القتيل الأول العلواني قد رفض استلام جثة ابنه من مستشفى النقيب، ما اضطر الأمن نقله إلى المستشفى الجمهوري في عدن. وبدأت الاشتباكات في الصباح الباكر اليوم الأربعاء حينما فرقت قوات الأمن بالقوة اعتصاماً شبابياً في مدينة عدنجنوب اليمن نظم وسط ميدان عام للمطالبة بإسقاط النظام. وتعد هذه المطالبات للمحتجين في جنوب اليمن تحولاً في الخطاب الذي كان ينصب حول المطالبة بالانفصال عن شمال اليمن. واعتبر مراقبون هذا التحول دليل مؤكد على أن الجنوبيين يلجئون للانفصال في ظل استمرار حكم النظام الحالي، ولكن حينما يخرج أبناء المحافظات الشمالية فإن الجنوبيين يؤيدون البقاء في ظل دولة الوحدة. وكان قد بدأ العشرات من أبناء منطقة المنصورة التوافد إلى موقع الاعتصام عند محطة نقل الركاب التي كان دعا له شباب وناشطون عبر الانترنت في وقت سابق. وقال شهود عيان إن الأمن اقتحم موقع الاعتصام وأطلق الرصاص الحي وقنابل مسيلة للدموع بينما رد المحتجون برشق الجنود بالحجارة. وسادت أجواء من الرهبة وسط أعيرة النيران ودخان القنابل المسيلة ومطاردة جنود الأمن بعضهم بلباس مدني المحتجين في أزقة وشوارع منطقة المنصورة. وذكر مصدر محلي ل"المصدر أونلاين" أن طفلين آخرين أصيبا بالإغماء نتيجة سقوط قذيفة مسيلة للدموع على منزلهم. وقال إن الأمن اعتقل عدداً غير محدد من المحتجين. وحمل المتظاهرون مدير أمن عدن عبدالله قيران وأمين عام المجلس المحلي أمين شائف المسؤولية الكاملة عن مقتل وجرح أبناء المدينة. وقالت مصادر محلية إن محتجين أضرموا النيران في مبنى المجلس المحلي بمنطقة المنصورة وسيارات حكومية. كما حاول محتجون اقتحام مبنى شرطة المنصورة بعد استخدام الأمن العنف ضدهم. ولم تستبعد مصادر محلية أن تتجدد اشتباكات ليلية، خصوصا بعد سقوط قتلى في أوساط المحتجين.