هل بدأت الثورات الياسمينية توغل في الدموية؟ أم بدأ الرؤساء العرب بالاستعداد بكل ما يستطيعون من قوة لإيقاف مد الشعوب الزاخر؟ ثورة ليبيا الباسلة تقف أمام مجرم حرب لا مجرد رئيس دولة، والمجازر في ليبيا تدمي القلب، فيما المجتمع الدولي يلتزم الصمت كعهده عندما لا تكون له مصالح مباشرة أو تكون مرتبطة بشخص بعينه أو وضع معين. لكن الليبي الحر حفيد المختار لا يعود إلى الخلف مطلقا وكما علق الاستعمار الشيخ العظيم عمر المختار على حبل المشنقة، الشعب الليبي العظيم مستعد أن يعلق بأكمله على حبال مشانق رجل مجنون لا يعني له الدم الليبي أي شيء!! أما بعد الآن فليس على القذافي الجبان أن يرحل بل يجب أن يحكم عليه بالشنق من قبل محكمة الشعب، إن يديه المليئة بالدماء لا تغسلها إلا الدماء، وللشعب الليبي الحرية والكرامة والنماء بإذن الله أولا وبإرادة شعب عظيم لم يمنعه ما يعرفه من إجرام هذا الشخص المريض أن يمتنع عن الانتفاض والرفض وإطلاق ثورة ستعيد صنع التاريخ من جديد. لقد تعلمت الشعوب العربية لغة جديدة غير لغة الخنوع والاستسلام، إنها لغة الأنفة والحرية والكرامة، تذوقناها مع أهلنا في تونس وعرفنا حلاوتها مع إخواننا وأخواتنا في مصر وستظل هذه اللذة العارمة تخالجنا جميعا حتى نذوق نحن بدورنا طعم النصر وحلاوته، وفيما خطفت قوة الأحداث في ليبيا الأنظار عن اليمن لبعض حين أو هي حكمة إلهية ليعرف الرئيس في اليمن أن العنف ضد الجماهير لا يفيد بل يزيدها فورة واشتعالا, غير أنا نجد القوى الشبابية تتخلق ولا يزيدها تكبر الرئيس وإهمال المعارضة إلا قوة وصلابة. أما الشرطة والجيش اليمني فنقول له إنك لست ابنا لعلي عبد الله صالح بل أنت ابن لهذا الشعب وهذا الوطن الذي يستحق منا أكثر من مجرد التفرج عليه. وكما سقط رهان القذافي على القبائل الليبية وإثارة الفتن فيما بينها كذلك يسقط أي رهان على إثارة حرب أهلية بين القبائل اليمنية لسبب بسيط جدا: أن ولاء القبيلة اليمنية المتجذرة الأصول هو للوطن قبل كل شيء ولا شيء سيعلو فوق صوت اليمن العظيم. لذا على الجميع أن يتكاتف، هذه فرصتنا الأخيرة للتغيير لنقول لا للفساد والتمديد والتوريث والاستبداد والاستهانة بإرادة الشعب اليمني، علينا أن ننهض ولن يكون ذلك تحت ظل زمرة النهب والسلب والاستيلاء على مقدرات البلد بل تحت ظل دولة ديمقراطية مدنية تحترم حقوق الإنسان وتحافظ على المال العام تحت رقابة الشعب ومن ينوب عنه بصورة صادقة.
ثورة تعز تحية للشباب في ساحة الحرية في تعز، الجميع يتحدث عن مدى الرقي الذي يتمتع به شباب الثورة وروعة التنسيق والإدارة، وقوة الإرادة التي تفوق أي وصف, أتمنى من الشباب في هذه الساحة الفذة أن يحولوا الاعتصام إلى فرصة للنقاش والتشاور حول أولويات المرحلة القادمة. على الشباب أن يعرف أين سيضع قدميه قبل أن يخطو وأن يتعلم كيف يحافظ على مكتسباته بالعلم والتخطيط فقد سقطت كل الشرعيات ولم تبق إلا شرعيتكم حتى وإن استمرت الدولة إلى حين، فقد أثبتت أنها لا تستحق أي شرعية في ظل التهاون وعدم احترام إرادة أبنائها وحقوقهم المشروعة.