ازدادت الضغوط على الرئيس اليمني السبت بعد اعلان شيوخ في قبيلتي حاشد وبكيل القويتين انضمامهم الى الحركة المطالبة باسقاط النظام، احتجاجا على "اعمال القمع" التي تحولت معها عدن الى ساحة حرب سقط فيها اربعة قتلى. ففي مهرجان في عمران شمال العاصمة، شارك شيوخ كبار من قبيلتي حاشد وباكيل الى جانب آلاف المحتجين الذين حمل بعضهم السلاح، في المطالبة باسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما. وقال حسين عبد الله الاحمر، احد قادة حاشد التي تعتبر اقوى قبائل اليمن وينتمي صالح الى فرع من فروعها التسعة "اعلن استقالتي من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم" الذي يقوده الرئيس اليمني. واضاف امام شيوخ من حاشد وقبيلة بكيل التي تعتبر ثاني اقوى القبائل اليمنية واكبرها، ان استقالته جاءت نتيجة "قمع المسيرات والاحتجاجات السلمية في تعزوعدنوصنعاء". وبهذا الاعلان، تكتسب الحركة الاحتجاجية الاكبر في وجه صالح والمستمرة منذ نهاية كانون الثاني، زخما اضافيا يزيد من الضغوط على الرئيس اليمني الذي يواجه حتى الآن رفضا شعبيا لاقامة حوار وطني. وجاءت خطوة شيوخ القبيلتين بعد ساعات قليلة من مقتل اربعة اشخاص واصابة 40 آخرين برصاص الشرطة خلال تفريق تظاهرات تطالب بسقوط النظام بعد ظهر الجمعة وليلا في عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، كما اعلنت مصادر طبية السبت. وذكرت المصادر ان المتظاهر محمد احمد صالح (17 عاما) الذي اصيب بعد ظهر الجمعة برصاص الشرطة قد توفي في المستشفى، وان 30 آخرين قد اصيبوا بجروح.
واكد مصدر استشفائي ايضا خلال الليل تصريحات شهود عيان حول وفاة متظاهر آخر لم تكشف هويته لدى تفريق تظاهرة. ونقلت جثة قتيل آخر هو هايل وليد (21 عاما) الى مستشفى النقيب الذي نقل اليه ايضا عشرة جرحى، كما قال مسؤول في المستشفى.
كما ذكر مصدر طبي في المستشفى نفسه ان نائب مدير عام مؤسسة الكهرباء في عدن سالم باشطح اصيب اصابة قاتلة برصاصة اطلقها قناص، لدى وجوده امام منزله. وقد اصيب الضحايا خلال تفريق تظاهرة في حي المعلا، بحسب ما افاد شهود عيان. وارتفع الى 16 عدد القتلى في عدن منذ بداية تظاهرات الاحتجاج، فيما قتل شخصان آخران في صنعاء وثالث في مدينة تعز التي تقع جنوب العاصمة. وقال احد سكان حي المعلا طالبا عدم الكشف عن هويته "عاش المعلا ليلة دامية اشبه بليلة حرب كان أبطالها قوات الحرس الجمهوري مستهدفين شبابا أبرياء عزل قاموا بالتعبير عن ارائهم".
وظل التوتر يسيطر على الوضع في عدن السبت، بحسب ما افاد مراسل فرانس برس. وبدات مجموعة من العائلات حملة للبحث عن اقرباء لها ترجح ان تكون قوات الشرطة اعتقلتهم خلال المواجهات. الا ان "مصدرا امنيا مسؤولا" في عدن نفى في وقت لاحق قيام الشرطة اليمنية باطلاق النار على المتظاهرين المطالبين باسقاط النظام، واتهم "مجموعات انفصالية" بقتل ثلاثة اشخاص بينهم جندي. ونقلت وكالة الانباء اليمنية الرسمية عن المصدر الامني المسؤول قوله ان "مجموعة انفصالية مسلحة تابعة لما يسمى الحراك" الجنوبي المطالب بالانفصال عن شمال البلاد قامت "باطلاق النار عشوائيا باسلحة آلية من بعض المباني في المعلا". واضاف ان المجموعة استهدفت "افراد الامن وموظفي الكهرباء والمواطنين ما ادى الى استشهاد جندي واصابة اربعة جنود آخرين، كما استشهد مدير عام كهرباء المعلا سالم باشطح ومواطن واصيب آخرون بجروح بعضها خطيرة". وذكر شهود عيان ان بعض المتظاهرين هاجموا نقاط تفتيش للشرطة في عدة احياء اثر سماعهم بنبأ سقوط قتلى في المواجهات مع قوات الامن. وفي حي المنصورة، احرق المتظاهرون آلية للشرطة واستولوا على خمسة رشاشات، بحسب الشهود.
وكان مئات آلاف اليمنيين نزلوا في ما اسموه "يوم الانطلاق" الجمعة الى شوارع عدة مدن تحت شعار "بداية نهاية النظام"، معلنين رفضهم للحوار الذي يطرحه صالح.
وانتشرت القوى الامنية على مسافة قصيرة من التظاهرات في صنعاءوتعزوعدن والمدن الاخرى، واخضعت المشاركين في التحركات الاحتجاجية للتفتيش. وهاجم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح السبت المحتجين الذين "يقومون باعمال تخريب" واصفا اياهم بانهم "قلة مأجورة"، وذلك خلال لقاء عقده مع قادة القوات المسلحة غداة المواجهات الدموية في عدنجنوب البلاد.وقال صالح بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء اليمنية الرسمية "ان من يقومون باعمال التخريب هم قلة مأجورة". واضاف خلال الاجتماع الذي عقد في صنعاء ان "من يرفعون الشعارات هم من بياعي الكلام (...) ونسمع هذه الايام طابورا من المقترحات والمشاريع ولدي ملف كبير من مقترحات هؤلاء معظمها من جبناء".وتابع "هؤلاء هم الجبناء والمرتدون والذين اثروا وفسدوا ونهبوا وهم يشتغلون بشرائح متعددة".